yllix

*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الثالث

*(استعمال العلم ، والاخلاص في طلبه ، وتشديد الامر على العالم)*
الايات ، البقرة : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب

أفلا تعقلون 44

آل عمران : ولكن كونوا ربانيين بماكنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم

تدرسون 79 :

الشعراء : والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واديهيمون وأنهم يقولون

ما لايفعلون 224 ، 225 ، 226

الزمر : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين

هديهم الله واولئك هم اولوا الالباب 17 ، 18

الصف : ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عندالله أن تقولوا

مالا تفعلون 2 ، 3

1 ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : 

قلت لابي عبدالله الصادق 7 : بم يعرف الناجي؟ فقال : من كان فعله لقوله موافقا فهو

ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(1).

بيان : المستودع بفتح الدال : من استودع الايمان أو العلم أياما ثم يسلب منه

أى يتركه بأدنى فتنة.

2 ـ لى : في كلمات الرسول 9 زينة العلم الاحسان.
3 ـ فس : في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون. قال الصادق 7 : نزلت

في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره.

4 ـ وفي خبر آخر قال : هم بنوامية ، والغاوون بنو فلان.
بيان : قال الجوهري : كبه لوجهه أى صرعه ، وكبكبه أى كبه ، ومنه قوله تعالى 

 ____________________

(1) يأتى الحديث مفصلا عن المحاسن تحت الرقم 17.

فكبكبوا فيها. أقول : ذكر أكثر المفسرين أن ضمير «هم» راجع إلى الآلهة ، ولايخفى

أن ماذكره 7 أظهر. والعدل : كل أمر حق يوافق العدل والحكمة من الطاعات والاخلاق

الحسنة والعقائد الحقة.

5 ـ فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، قال قال أبوعبدالله

7 : ياحفص ما أنزلت(1) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت

منها ، ياحفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد (عليه) عاملون ، وإلى ماهم صائرون ، فخلم

عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لايخاف

الفوت. ثم تلى قوله تعالى : تلك الدار الآخرة. الآية. وجعل يبكي ويقول : ذهبت والله

الاماني عند هذه الآية ، ثم قال : فازوالله الابرار ، تدري من هم؟ (هم) الذين لايؤذون

الذر كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار بالله جهلا ، ياحفص إنه يغفر الجاهل سبعون ذنبا

قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، ومن تعلم وعمل وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما ، 

فقيل : تعلم لله ، وعمل لله ، وعلم لله. قلت : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال : 

فقد حدالله في كتابه فقال عزوجل : لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. إن

أعلم الناس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهد هم فيها. فقال له رجل : 

يابن رسول الله أو صني ، فقال : اتق الله حيث كنت فإنك لاتستوحش.

بيان : ما أنزلت الدنيا من نفسي لفظة من إما بمعنى في أو للتبعيض أى من منازل

نفسي ، كأن للنفس مواطن ومنازل للاشياء تنزل فيها على حسب درجاتها ومنازلها عند

الشخص. قوله 7 : ذهبت والله الاماني أى مايرجوه الناس ويحكمونه ويتمنونه

على الله بلا عمل ، إذالآية تدل على أن الدار الآخرة ليست إلا لمن لايريد شيئا من العلو

في الارض والفساد ، وكل ظلم علو ، وكل فسق فساد. والذر : النمل الصغار ، والمراد

عدم إيذاء أحد من الناس ، أو ترك إيذاء جميع المخلوقات حتى الذر ، ولا ينافي ماورد في

بعض الاخبار من جواز قتل النمل وغيرها ، إذالجواز لا ينافي الكراهة ، مع أنه يمكن حملها

على ما إذا كانت موذية. قوله : لكيلا تأسوا أى لكيلا تحزنوا. قوله : فإنك لا تستوحش

أى بل يكون الله تعالى أنيسك في كل حال.

____________________
(1) وفى النسخة المطبوع من التفسير : مامنزلة الدنيا.

6 ـ فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، رفعه قال : جاء رجل إلى علي بن

الحسين 8 فسأله عن مسائل ، ثم عاد ليسأل عن مثلها ، فقال علي بن الحسين 8 : 

مكتوب في الانجيل : لاتطلبوا علم مالا تعملون ولما عملتم بماعلمتم ، فإن العلم إذا لم

يعلم به لم يزدد من الله إلا بعدا.

ايضاح : لعل المراد النهى عن طلب علم لايكون غرض طالبه العمل به ، ولايكون

عازما على الاتيان به ، ويحتمل أن يكون النهى راجعا إلى القيد ، أى لاتكونوا غير عاملين

بماعلمتم حتى إذا طلبتم العلم الذي يلزمكم طلبه يكون بعد عدم العمل بما علمتم ، 

فيكون مذموما من حيث عدم العمل لامن حيث الطلب.

7 ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي قال : قال أبوعبدالله 7 : أبلغ موالينا عناالسلام

وأخبرهم أنا لانغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل ، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل أو ورع ، و

أن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

تبيين : قال الجزري : يقال : أغن عني الشرك ، أى أصرفه وكفه ، ومنه قوله تعالى : 

لن يغنوا عنك من الله شيئا.(1)

8 ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله ، عن القداح ، عن

جعفر بن محمد ، عن أبيه 8 قال : جاء رجل إلى النبي 9 فقال : يارسول الله ماحق

العلم؟ قال : الانصات له ، قال : ثم مه؟ قال الاستماع له ، قال : ثم مه؟ قال : الحفظ

له ، قال : ثم مه؟ قال : ثم العمل به ، قال : ثم مه؟ قال ثم نشره.

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن ابن نهيك ، عن جعفر بن

محمد الاشعري ، عن القداح مثله.

بيان : لعل سؤال السائل كان عمايوجب العلم ، أو عن آداب طلب العلم ، ويحتمل

أن يكون غرضه استعلام حقيقته ، فأجابه 7 ببيان مايوجب حصوله لانه الذي ينفعه

فالحمل على المبالغة. والانصات : السكوت عند الاستماع فإن كثرة المجادلة عند العالم

توجب الحرمان عن علمه.

____________________
(1) الجاثية : 19.

9 ـ ن : الوراق ، عن ابن مهرويه(1) ، عن داود بن سليمان الغازي ، عن أبي الحسن

علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين : أنه قال : الدنيا كلها

جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله حجة إلا ماعمل به ، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصا

والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بمايختم له.

يد : محمد بن عمر وبن علي البصري ، عن علي بن الحسن المثنى ، عن ابن مهرويه مثله.

بيان : لعل المراد بمواضع العلم الانبياء والائمة ومن اخذ عنهم العلم.

10 ـ ما. المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن

ابن زياد قال سمعت جعفربن محمد 8 ـ وقد سئل عن قوله تعالى : قل فلله الحجة البالغة.

فقال : إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالما؟ فإن قال : نعم ، قال له : 

أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال : كنت جاهلا ، قال له : أفلا تعلمت حتى نعمل؟ فيخصم

فتلك الحجة البالغة.

بيان : قوله : فيخصم. على البناء للمفعول ، يقال : خاصمه فخصمه أى غلبه.
11 ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، والمفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه

جميعا ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص قال : قال أبوعبدالله 7 : 

من تعلم لله عزوجل ، وعمل لله وعلم لله ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، وقيل : تعلم

لله ، وعلم لله(2).

12 ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن أبي جعفر 7 أنه قال لخيثمة : أبلغ شيعتنا

أنه لاينال ماعندالله إلا بالعمل ، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من

وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ، وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما امروا أنهم هم الفائزون

يوم القيامة.

بيان : من وصف عدلا أى لغيره ولم يعمل به. ويحتمل أن يكون المراد أن يقول

بحقية دين ولايعمل بماقرر فيه من الاعمال.

____________________
(1) بفتح الميم وسكون الهاءوضم الراء ، هو على بن مهرويه القزوينى ، قال الشيخ في فهرسه

ص 97 : على بن مهرويه القزوينى له كتاب رواه أبونعيم عنه.

(2) الظاهر اتحاده مع الحديث الخامس من الباب وأنه قطعة منه.

 
13 ـ مع ، ن : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الهروي

قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا 7 يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت

له : وكيف يحيي أمركم؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن

كلامنا لاتبعونا ، قال : قلت ياابن رسول الله فقد روي لناعن أبي عبدالله 7 أنه قال : 

من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في

النار. فقال 7 : صدق جدي 7 أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ، 

قال : هم قصاص مخالفينا ، وتدري من العلماء؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ، فقال : هم علماء

آل محمد : الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري مامعنى قوله : 

أوليقبل بوجوه الناس إليه؟ قلت : لا ، قال : يعني والله بذلك ادعاء الامامة بغير حقها ، 

ومن فعل ذلك فهو في النار.

14 ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقرى ، عن حفص ، عن أبي عبدالله

7 قال : من عمل بما علم كفي مالم يعلم.

بيان : كفي مالم يعلم أى علمه الله بلاتعب.
15 ـ سن : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن يزيد الصائغ ، عن أبي جعفر 7

قال : يا يزيد أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه ، وهو قول الله

عزوجل : أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله.

بيان : في جنب الله أى طاعة الله أوطاعة ولاة أمر الله الذين هم مقربوا جنابه فكأنهم 

بجنبه.

16 ـ سن : في رواية عثمان بن عيسى أوغيره ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عز

وجل : فكبكبوا فيها هم والغاوون. قال : من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره(1).

17 ـ سن : أبي ، عن محمدبن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن

الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر ، ومن لم يدرالامر الذي هو عليه

مقيم أنفع هوله أم ضرر؟ قال : قلت : فبما يعرف الناجي؟ قال : من كان فعله لقوله موافقا 

 ____________________

(1) لعله متحد مع الحديث الثالث.

فأثبت له الشهادة بالنجاة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(1).
18 ـ ضا : أروي من تعلم العلم ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أويصرف

وجوه الناس إليه ليرئسوه ويعظموه فليتبوأ مقعده من النار.

19 ـ شا : في خطبة لاميرالمؤمنين 7 تركنا صدرها : الحمدلله الذي هدانا

من الضلالة ، وبصرنا من العمى ، ومن علينا بالاسلام ، وجعل فينا النبوة ، وجعلنا

النجباء ، وجعل أفراطنا أفراط الانبياء ، وجعلنا خيره امة اخرجت للناس ، نأمر

بالمعروف ، وننهي عن المنكر ، ونعبدالله ولانشرك به شيئا ، ولا نتخذ من دونه وليا ، فنحن

شهداءالله ، والرسول شهيد علينا ، نشفع فنشفع فيمن شفعنا له ، وندعو فيستجاب

دعاؤنا ، ويغفر لمن ندعوله ذنوبه ، أخلصنا لله فلم ندع من دونه وليا. أيها الناس تعاونوا

على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

أيها الناس إني ابن عم نبيكم وأولاكم بالله ورسوله(2) ، فاسألوني ثم اسألوني ، وكأنكم بالعلم قدنفد ، وإنه لايهلك عالم إلايهلك بعض علمه ، وإنما العلماء في الناس

كالبدر في السماء ، يضيئ نوره على سائر الكواكب ، خذوامن العلم مابدالكم ، وإياكم

أن تطلبوه لخصال أربع : لتباهوا به العلماء ، أو تمارو به السفهاء ، أوتراؤوا به في المجالس ، 

أوتصرفوا وجوه الناس إليكم للترؤس ، لايستوي عندالله في العقوبة الذين يعلمون و

الذين لايعلمون ، نفعنا الله وإياكم بماعلمنا ، وجعله لوجهه خالصاإنه سميع مجيب.

بيان : الفرط : العلم المستقيم يهتدى به ، ومالم يدرك من الولد ، والذي يتقدم

الواردة ليهيأ لهم مايحتاجون إليه. فقوله 7 : وجعل أفراطنا أفراط الانبياء أى

جعل أولادنا أولاد الانبياء ، أى نحن وأولادنا من سلالة النبيين ، أوالمراد أن الهادي

منا أى الامام إمام للانبياء ، وقدوة لهم أيضا ، أوشفعاؤنا شفعاء الانبياء أيضا ، كماقال

النبي 9 : أنا فرطكم على الحوض.

20 ـ مص : قال الصادق 7 : العلم أصل كل حال سني ، ومنتهى كل منزلة
____________________
(1) تقدم ذيله في الحديث الاول عن الامالى.
(2) مأخوذ من قول النبى 9 في حقه : من كنت مولاه فهذاعلى مولاه.

رفيعة ، لذلك قال النبي 9 : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. أى علم التقوى

واليقين.

21 ـوقال علي 7 اطلبوا العلم. ولوبالصين ، وهو علم معرفة النفس ، وفيه

معرفة الرب عزوجل.

22 ـ قال النبي 9 : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، ثم عليك من العلم بما لايصح

العمل إلا به ، وهو الاخلاص.

23 ـ قال النبي 9 : نعوذ بالله من علم لاينفع ، وهو العلم الذي يضاد العمل

بالاخلاص ، واعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثيرالعمل لان علم ساعة يلزم صاحبه

استعماله طول عمره.

24 ـ قال عيسى 7 : رأيت حجرا مكتوبا عليه : قلبني ، فقلبته فإذا عللى باطنه : 

من لايعمل بما يعلم مشوم عليه طلب مالايعلم ، ومردود عليه ماعلم.

25 ـ أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود 7 : إن أهون ما أنا صانع بعالم غير

عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة أن اخرج من قلبه حلاوة ذكري ، وليس إلى الله عز

وجل طريق يسلك إلا بعلم ، والعلم زين المرء في الدنيا وسائقه إلى الجنة ، وبه يصل إلى

رضوان الله تعالى ، والعالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة ، وأوراده الزاكية

وصدقه وتقواه ، لا لسانه وتصاوله ودعواه ، ولقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان

من كان فيه عقل ونسك وحكمة وحياء وخشية ، وأنا أرى طالبه اليوم من ليس فيه

من ذلك شئ ، والعالم يحتاج إلى عقل ورفق وشفقة ونصح وحلم وصبر وبذل وقناعة ، 

والمتعلم يحتاج إلى رغبة وإرادة وفراغ ونسك وخشية وحفظ وحزم.

بيان : علم التقوى هو العلم بالاوامر والنواهي والتكاليف التي يتقى بها من عذاب

الله ، وعلم اليقين علم ما يتعلق من المعارف باصول الدين ، ويحتمل أن يكون علم التقوى

أعم منهما ويكون اليقين معطوفا على العلم وتفسيرا له أى العلم المأمور به هو اليقين.

قوله 7 : وفيه معرفة الرب أى معرفة الشؤون التي جعلها الله تعالى للنفس ، ومعرفة

معايبها ومايوجب رفعتها وكمالاتها يوجب اكتساب ما يوجب كمال معرفته تعالى


بحسب قابلية الشخص ، ويوجب العلم بعظمته وكمال قدرته فإنها أعظم خلق الله إذا

عرفت كماهي. أو المراد أن معرفة صفات النفس معيار لمعرفته تعالى إذ لولا اتصاف النفس

بالعلم لم يمكن معرفة علمه بوجه ، وكذا سائر الصفات ، أو المراد أنه كل ماعرف صفة

في نفسه نفاه عنه تعالى لان صفات الممكنات مشوبة بالعجز والنقص ، وأن الاشياء إنما

تعرف بأضدادها ، فإذا رأى الجهل في نفسه وعلم أنه نقص نزه ربه عنه ، وإذا نظر في

علمه ورأى أنه مشوب بأنواع الجهل ، ومسبوق به ومأخوذ من غيره فنفى هذه الاشياء

عن علمه تعالى ، ونزهه عن الاتصاف بمثل علمه. وقيل : إن النفس لما كان مجردا

يعرف بالتفكر في أمرنفسه ربه تعالى وتجرده ، وقد عرفت مافيه.(1) وقد ورد معنى

آخر في بعض الاخبار لهذا الحديث النبوي ، وهو أن المراد أن معرفته تعالى بديهية فكل

من بلغ حد التميز وعرف نفسه عرف أن له صانعا. قوله 7 : العالم حقا « الخ » أى العالم 

يلزم أن يكون أعماله شواهد علمه ودلائله ، لادعواه التي تكذبها أعماله القبيحة. و

التصاول : التطاول والمجادلة ، يقال : الفحلان يتصاولان أى يتواثبان.

26 ـ غو : عن النبي 9 العلم علمان : علم على اللسان فذلك حجة

على ابن آدم ، وعلم في القلب فذلك العلم النافع.(2)

27 ـ سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد(3) عن أبي عبدالله

7 قال : من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب

الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دارالسلام.

28 ـ سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي ذر قال : من تعلم علما من

علم الآخرة يريد به الدنيا عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة.

29 ـ غو : عن النبي 9 قال : إن العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا 

ارتحل عنه.

____________________
(1) إشارة إلى ما تقدم منه أن ظاهر الاخبار عدم كون النفس مجردة. والحق ان الكتاب والسنة

يدلان على التجرد من غير شبهة وأما اصطلاح التجرد والمادية ونحوذ لك فمن الامور المحدثة. ط

(2) تأتى أيضا مرسلة عن الكنز تحت الرقم 46
(3) هيثم على وزان حيدر قال النجاشى في ص 306 من رجاله : الهيثم بن واقد الجزرى روى عن

أبى عبدالله 7 له كتاب يرويه محمد بن سنان. وعنونه ابن داود في الباب الاول ووثقه.


بيان : يهتف بالعمل أي العلم طالب للعمل ، ويدعو الشخص إليه ، فإن لم يعمل

الشخص بماهو مطلوب العلم ومقتضاه فارقه.

30 ـ غو : روي عن أميرالمؤمنين 7 أنه حدث عن النبي 9 أنه قال : 

العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، ورجل تارك لعلمه فهذا هالك ، 

وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة و

حسرة رجل دعا عبدا إلى الله سبحانه فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله فأدخله الله

الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه.(1)

31 ـ غو : روي عن أميرالمؤمنين 7 قال : قال رسول الله 9 : منهومان

لايشبعان : طالب دنيا ، وطالب علم ، فمن اقتصر من الدنيا على مااحل له سلم ، ومن

تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به

نجا ، ومن أراد به الدنيا فهو حظه.

بيان : قال الجوهري : النهمة : بلوغ الهمة في الشئ ، وقدنهم فهو منهوم أى مولع

انتهى. وقوله 7 : أويراجع يحتمل أن يكون الترديد من الراوي أو يكون «أو» بمعنى

«الواو» أى يتوب إلى الله ويردالمال الحرام إلى صاحبه ، أو تخص التوبة بماإذا لم يقدر

على رد المال ، والمراجعة بماإذا قدرعليه ، وقرأ بعض الافاضل على البناء للمفعول

أى يراجع الله عليه بفضله ويغفرله بلا توبة. وقال : يمكن أن يقرأ على البناء للفاعل

أى يراجع إلى الله بالاعمال الصالحة وترك أكثر الكبائر.

32 ـ م : هدى للمتقين. الذين يتقون الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على

أنفسهم حتى إذا علموا مايجب عليهم علمه عملوا بمايوجب لهم رضا ربهم.

33 ـ ضه : روي عن علي بن أبي طالب 7 قال : قال رسول الله 9 : من

طلب العلم لله لم يصب منه باباإلا ازداد في نفسه ذلا ، وفي الناس تواضعا ، ولله خوفا

____________________

(1) لعله والحديث التى بعده متحد ان مع ماياتى بعد ذلك من حديث سليم بن قيس تحت

الرقم 38.


وفي الدين اجتهادا ، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا و

المنزلة عندالناس والحظوة(1) عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة ، 

وعلى الناس استطالة ، وبالله اغترارا ، ومن الدين جفاءا ، فلذلك الذي لاينتفع بالعلم

فليكف وليمسك عن الحجة على نفسه ، والندامة والخزى يوم القيامة.

بيان : الجفاء : البعد.
34 ـ ين : النضر ، عن درست ، عن ابن أبي يعفور ، قال : قال أبوعبدالله 7 : 

من وصف عدلا وخالفه إلى غيره كان عليه حسرة يوم القيامة.

35 ـ ين : النضر ، عن الحلبي ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر

7 في قوله تعالى : فكبكبوا فيها هم والغاوون. قال : هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ، 

ثم خالفوا إلى غيره.

36 ـ ين : عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7

في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون. فقال : ياأبابصير هم قوم وصفوا عدلا وعملوا

بخلافه.(2)

37 ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه قال : سمعت عليا 4 يقول : 

قال رسول الله 9 : منهومان لا يشبعان : منهوم في الدنيا لايشبع منها ، ومنهوم في العلم

لا يشبع منه ، فمن اقتصر من الدنيا على ماأحل الله له سلم ، ومن تناولها من غيرحلها

هلك إلا أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ، ومن أراد به الدنيا

هلك وهوحظه ، العلماء عالمان : عالم عمل بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فقد هلك ، 

وإن أهل النار ليتأذون من نتن ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة

وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له فأطاع الله فدخل الجنة ، وأدخل الداعي إلى

النار بتركه علمه واتباعه هواه ، وعصيانه لله ، إنما هماإثنان : إتباع الهوى ، وطول

____________________
(1) بالحاء المهملة المفتوحة والمكسورة والظاء المعجمة الساكنة : المكانة والمنزلة عندالناس.
(2) الظاهر اتحاده مع ماقبله ومع المرسلة التى تقدمت في الرقم الثالث. وتقدم تحت الرقم

الرابع حديث يفسرالاية بالمعنى الاخر.


 الامل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأماطول الامل فينسي الآخرة.(1)
أقول : تمامه في باب علة عدم تغيير أميرالمؤمنين 7 بعض البدع من كتاب الفتن.
38 ـ نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه : قال : 

قال رسول الله 9 : الفقهاء امناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا. قيل : يارسول الله ما

دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم.

39 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله 9 : من أحب الدنيا ذهب خوف

الآخرة من قلبه وماآتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله تعالى بعدا

وازداد الله تعالى عليه غضبا.

40 ـ كتاب الدرة الباهرة : قال النبي 9 : العلم وديعة الله في أرضه ، والعلماء

امناؤه عليه ، فمن عمل بعلمه أدى أمانته ، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الخائنين.

41 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 : لاتجعلوا علمكم جهلا ويقينكم شكا ، 

إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقنتم فاقدموا.

42 ـ وقال 7 : قطع العلم عذر المتعللين.
43 ـ وقال 7 : العلم مقرون بالعمل ، فمن علم عمل ، والعلم يهتف بالعمل

فإن أجابه وإلا ارتحل عنه.

44 ـ وقال 7 لجابربن عبدالله الانصاري : ياجابر قوام الدنيا بأربعة : عالم

مستعمل علمه ، وجاهل لايستنكف أن يتعلم ، وجواد لايبخل بمعروفه ، وفقير لايبيع

آخرته بدنياه ، فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم ، وإذا بخل الغني

بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه.

45 ـ وقال 7 في بعض الخطب : واقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى

واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن ، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، 

وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته

فإنه أنفع القصص ، فإن العالم العامل بغيرعلمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من

____________________
(1) تقدم الحديث مرسلة عن الغوالى تحت الرقم 30 و 31.

جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم.
46 ـ كنز الكراجكى : عن النبي 9 ، قال : العلم علمان : علم في القلب

فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك حجة على العباد(1)

47 ـ وقال 9 : من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد

من الله إلا بعدا.

48 ـ وقال أميرالمؤمنين 7 : لوأن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله

وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا

على الناس.

49 ـ وقال 7 : تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ، ولاتكونوا

جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم.

50 ـ عدة : عن النبي 9 قال : من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله

إلا بعدا.

51 ـ وروى حفص بن البختري قال : سمعت أباعبدالله يقول : حدثني أبي

عن آبائه : أن أميرالمؤمنين 7 قال لكميل بن زياد النخعي : تبذل ولا تشهر ،

ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلم واعمل ، واسكت تسلم ، تسر الابرار ، وتغيظ الفجار ، 

ولا عليك إذا عرفك الله دينه أن لاتعرف الناس ولا يعرفوك.

52 ـ وروى هشام بن سعيد ، قال : سمعت أباعبدالله 7 يقول : فكبكبوا فيها

هم والغاوون. قال : الغاوون هم الذين عرفوا الحق وعملوا بخلافه.

53 ـ وقال 7 : أشد الناس عذابا عالم لاينتفع من علمه بشئ.
54 ـ وقال 7 : تعلموا ماشئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به

لان العلماء همتهم الرعاية ، والسفهاء همتهم الرواية.

55 ـ وقال 9 : العلم الذي لايعمل به كالكنز الذي لاينفق منه ، أتعب صاحبه

نفسه في جمعه ولم يصل إلى نفعه.

____________________
(1) تقدم مرسلة أيضا عن الغوالى في الرقم 26.

56 ـ وقال 9 : مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيئ للناس

ويحرق نفسه.

57 ـ منية المريد : من كلام المسيح 7 : من علم وعمل فذاك يدعى عظيما في

ملكوت السماء.

58 ـ وقال رسول الله 9 : من تعلم علما ممايبتغى به وجه الله عزوجل لايتعلمه

إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (1) يوم القيامة.

59 ـ وقال 9 : من تعلم علما لغيرالله ، وأراد به غيرالله فليتبوأ مقعده من النار.
60 ـ وقال 9 : لاتعلموا العلم لتماروا به السفهاء ، وتجادلوا به العلماء ، و

لتصرفوا وجوه الناس إليكم ، وابتغوا بقولكم ماعندالله ، فإنه يدوم ويبقى وينفد ماسواه

كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى ، أحلاس البيوت ، (2) سرج الليل ، جدد القلوب(3) ، 

خلقان الثياب ، (4) تعرفون في أهل السماء ، وتخفون في أهل الارض.

61 ـ وقال 9 : من طلب العلم لاربع دخل النار : ليباهي به العلماء ، أو يماري

به السفهاء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه ، أو يأخذ به من الامراء.

62 ـ وقال 9 : ماازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعدا.
63 ـ وقال 9 : كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به.
64 ـ وقال 9 : أشد الناس عذابا يوم القيامة ، عالم لم ينفعه علمه.
65 ـ وعن الباقر 7 قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، 

أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرئاسة لاتصلح إلا لاهلها.

66 ـ ومن كلام عيسى 7 تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا

تعملون للآخرة وأنتم لاترزقون فيهاإلا بالعمل ، ويلكم علماء السوء! الاجر تأخذون

____________________
(1) العرف بفتح العين وسكون الراء : الرائحة.
(2) جمع حلس ـ بكسرالحاء المهملة وسكون اللام وبالفتحتين ـ : مايبسط في البيت على الارض

تحت حرالثياب والمتاع ، ولعله كناية عن التواضع وعدم التشهر في الناس.

(3) الجدد : جمع الجديد ، عكس القديم.
(4) الخلقان ـ بضم الخاء المعجمة وسكون اللام : جمع الخلق ـ بفتح الخاء واللام ـ : اى البالى.

والعمل تضيعون! ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا

العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة ، 

كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه ، واحتقر منزلته ، وقدعلم أن ذلك من علم الله

وقدرته؟ وكيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيماقضى له فليس يرضى شيئا أصابه؟

كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر(1) من آخرته وهو مقبل على دنياه ، وما

يضره أحب إليه مماينفعه؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولايطلب

ليعمل به؟.

67 ـ ومن كلامه 7 ويل للعلماء السوء تصلى(2) عليهم النار. ثم قال : اشتدت

مؤونة الدنيا ومؤونة الاخرة : أما مؤونة الدنيا فإنك لاتمد يدك إلى شئ منها إلا

فاجر قدسبقك إليه ، وأما مؤونة الآخرة فإنك لاتجد أعوانا يعينونك عليها.

68 ـ وعن أبي عبدالله 7 قال : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن

القلوب كما يزل المطر عن الصفا(3).

69 ـ وقال أميرالمؤمنين 7 ـ في كلام له خطبه على المنبر ـ : أيها الناس إذا علمتم

فأعملوا بماعلمتم لعلكم تهتدون ، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لايستفيق

عن جهله ، بل قد رأيت الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ عن علمه

منها على هذا الجاهل المتحير في جهله ، وكلاهما حائر بائر(4) لاترتابوا فتشكوا ولا

تشكوا فتكفروا ، ولاترخصوا لانفسكم ، فتدهنوا(5) ولاتدهنوا في الحق فتخسروا(6) ، 

وإن من الحق أن تفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ،

____________________
(1) آثره إيثارا : اختاره ، فضله.
(2) صلى فلانا النار وفيها وعليها. أدخله إياها وأثواه فيها.
(3) الحجر الصلد الضخم.
(4) يقال : حائر وبائر. أى لايطيع مرشدا ولا يتجه لشئ.
(5) أى تخدعوا وتختلوا.
(6) أى فتضلوا وتهلكوا.

وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، ومن يطع الله يأمن ويستبشر ، ومن يعص الله يخب(1)

ويندم.

70 ـ وعن أبي عبدالله 7 قال كان لموسى بن عمران 7 جليس من أصحابه

قد وعى علما كثيرا ، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له ، فقال له موسى : إن لصلة القرابة

لحقا ، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه وتركن إلى غيره ، 

فقال الرجل : لايكون إلا خيرا ، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته ، فسأل موسى 7 عنه

فلم يخبره أحد بحاله ، فسأل جبرئيل 7 عنه ، فقال له : أخبرني عن جليسي فلان ألك

به علم؟ قال : نعم هو ذا على الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة ، ففزع موسى 7 إلى

ربه وقام إلى مصلاه يدعوالله ، ويقول : يارب صاحبي وجليسي ، فأوحى الله إليه ياموسى

لودعوتني حتى ينقطع ترقوتاك(2) مااستجبت لك فيه ، إني كنت حملته علما فضيعه وركن

إلى غيره.


71 ـ وقال أبوعبدالله 7 : العلم مقرون إلى العمل ، فمن علم عمل ، ومن عمل علم ، 

والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. 




Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
حقوق النشر ® www.elmlok-7.yoo7.com
منتدي الملوك السبعة للروحانيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق