yllix

*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)*


بسم الله الرحمن الرحيم
(باب 8)
*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)*
الايات، هود : ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها

عوجا وهم بالآخرة هم كافرون 18 ، 19.

ابراهيم : الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله

ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد 3 «وقال تعالى» : وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن

سبيله قل تمتعوافإن مصيركم إلى النار 30

النحل : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير

علم ألاساء مايزرون 25 «وقال تعالى» ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة

الحسنة 125

الانبياء : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا 73
القصص ولايصدنك عن آيات الله بعد إذا نزلت إليك وادع إلى ربك 87

العنكبوت : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم

وماهم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع

أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون 12 ، 13

التنزيل : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 24
الاحزاب : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد ايصلح لكم أعمالكم

ويغفر لكم ذنوبكم


السجدة : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون

فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون « إلى قوله تعالى»

وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا

ليكونا من الاسفلين 26 ، 27 ، 29 «وقال تعالى» : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و

عمل صالحا وقال إنني من المسلمين 32

الذاريات : وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55
الاعلى : فذكر إن نفعت الذكرى 9
الغاشية : فذكر إنما أنت مذكر 22
العصر : وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
1 ـ م ، ج : بإسناده إلى أبي محمد العسكري 7 قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، 

عن رسول الله 9 أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن

إمامه ولايقدر على الوصول إليه ، ولايدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ، 

ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم

في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى.

بيان : قال الجزري : في حديث الدعاء : ألحقني بالرفيق الاعلى. الرفيق : جماعة

الانبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق

والخليط يقع على الواحد والجمع ، ومنه قوله تعالى : وحسن اولئك رفيقا(1).

2 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال علي بن أبي طالب

7 : من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى

نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لاهل جميع

العرصات ، وعليه حلة لايقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد

يا عبادالله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة

جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان فيخرج كل

من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة.


بيان : لايقوم بتشديد الواو من التقويم أو بالتخفيف أى لايقاومها ولا يعادلها

وقوله 7 : بحذافيرها أى بأجمعها.

3 ـ م : قال أبومحمد العسكري 7 : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء

3 فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليهافي أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك 

أسألك ، فأجابتها فاطمة 3 عن ذلك ، فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك ياابنة رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلي

عما بدالك ، أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار

يثقل عليه؟ فقالت : لا. فقالت : اكثريت أنالكل مسألة بأكثر من ملء مابين الثرى إلى

العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل على ، سمعت أبي 9 يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون

فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عبادالله حتى

يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عزوجل : أيها

الكافلون لايتام آل محمد ـ 9 ـ ، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم

أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع

العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من اولئك الايتام على قدر ما أخذوا عنهم من

العلوم حتى أن فيهم يعني في الايتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلاء

الايتام على من تعلم منهم ، ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين

للايتام حتى تتموا لهم خلعهم ، وتضعفوها لهم فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا

عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم. وقالت فاطمة 3 : 

ياأمة الله إن سلكة من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ومافضل

فإنه مشوب بالتنغيص والكدر.

بيان : نعشه أى رفعه. ويقال : ينغص الله عليه العيش تنغيصا أى كدره.
4 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال الحسن بن علي 8 : فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله ، و

يوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السهى. (1)

____________________
(1) كوكب خفى في بنات النعش وهو عند الثانية من البنات.

بيان : قال الجوهري : نشب الشئ في الشئ بالكسر نشوبا أى علق فيه.
5 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال الحسين بن علي عليهمالسلام من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى 

أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : ياأيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك ، 

اجعلوا له ياملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليها ما

يليق بها من سائر النعم.

بيان : قطعته عنا محبتنا باستتارنا أى كان سبب قطعه عنا أنا أحببنا الاستتار عنه

لحكمة ، وفي بعض النسخ «محنتنا» بالنون وهو أظهر.

6 ـ م : قال أبومحمد العسكري 7 : قال علي بن الحسين عليه الصلاة والسلام : 

أوحى الله تعالى إلى موسى : حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلى ، قال : يارب كيف

أفعل؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلان ترد آبقا عن بابي ، أو ضالا عن فنائي(1)

أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها ، وقيام ليلها. قال موسى : ومن هذا العبد

الآبق منك؟ قال : العاصي المتمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك؟ قال : الجاهل بإمام

زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ماعرفه ، الجاهل بشريعة دينه ، تعرفه شريعته وما يعبد

به ربه ويتوصل به إلى مرضاته.

قال على بن الحسين 8 : فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الاعظم والجزاء

الاوفر.

7 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال محمد بن علي الباقرعليهماالسلام : العالم كمن معه شمعة تضيئ للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير ، كذلك العالم مع شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة. فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها

من جهل فهو من عتقائه من النار ، والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ماهو أفضل

له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غيرالوجه الذي أمرالله عزوجل به ، بل تلك الصدقة

وبال(2) على صاحبها لكن يعطيه الله ماهو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدى الكعبة.

____________________
(1) بكسرالفاء : الساحة أمام البيت. 
(2) صدر بمعنى الشدة ، والوخامة ، وسوء العاقبة. 

بيان : قال الفيروز آبادي : القنطار بالكسر : وزن أربعين أوقية من ذهب

أو ألف ومائتا دينار ، أو ألف ومائتا أوقية ، أو سبعون ألف دينار ، أو ثمانون ألف درهم ، 

أومائة رطل من ذهب أو فضة ، أو ألف دينار ، أو ملء مسك ثورذهبا ، أو فضة. أقول : لعله

7 فضل تعليم العلم أولا على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه لدفع مايتوهمه

عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالاموال المحرمة العطايا الجزيلة على

العلماء الباذلين للعلوم الحقة من يستحقه. ثم استدرك 7 بأن تلك الصدقة وبال

على صاحبها لكونها من الحرام فلا فضل لها حتى يفضل عليهاشئ ، ثم ذكر 7 فضله

في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره.

8 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7. قال : قال جعفر بن محمد الصادق

8 : علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج

على ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، ألا فمن انتصب لذلك

من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن

أديان محبينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم.

بيان : المرابطة : ملازمة ثغر العدو. والثغر مايلي دار الحرب وموضع المخافة

من فروج البلدان. والعفريت : الخبيث المنكر. والنافذ في الامر : المبالغ فيه مع دهاء.

والخزر بالتحريك : اسم جبل خزر العيون أى ضيقها.

9 ـ ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال موسى بن جعفر 8 : 

ففيه واحد ينقذ يتيمامن أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ماهو محتاج إليه

أشد على إبليس من ألف عابد لان العابد همه ذات نفسه فقط ، وهذا همه مع ذات

نفسه ذات عبادالله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته ، فذلك هو أفضل عندالله من

ألف ألف عابد ، وألف ألف عابدة.

10 ـ ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 قال : قال علي بن موسى

الرضا 8 : يقال للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت الناس

مؤونتك فادخل الجنة ، ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره ، وأنقذهم من أعدائهم ،


ووفر عليهم نعم جنان الله وحصل لهم رضوان الله تعالى. ويقال للفقيه : يا أيها الكافل لايتام

آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لمن أخذ عنك(1) ، أو تعلم منك

فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا ، وهم الذين أخذواعنه

علومه ، وأخذوا عمن أخذ عنه ، وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كم

فرق بين المنزلتين؟.!

بيان : الفئام بالهمزو كسر الفاء : الجماعة من الناس ، وفسرفي خطبة أميرالمؤمنين

7 في يوم الغدير بمائة ألف.

11 ـ ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد العسكري 7 قال : قال محمد بن علي الجواد

8 : من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم ، الاسراء في

أيدي شياطينهم ، وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم ، وأخرجهم من

حيرتهم ، وقهر الشياطين برد وساوسهم ، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم

ليفضلون عندالله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الارض و

العرش والكرسي والحجب على السماء ، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر

على أخفى كوكب في السماء.

12 ـ ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد 7 قال : قال علي بن محمد 8 : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمنا 7 من العلماء الداعين إليه ، والدالين عليه والذابين عن دينه

بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عبادالله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب

لمابقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ، 

كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عندالله عزوجل.

بيان : الذب : الدفع. والشباك بالكسر : جمع الشبكة التي يصادبها. 

والمردة : المتمردون العاصون. والفخ : المصيدة. وسكان السفينة : ذنبها. 

1 ـ م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد ، عن أبيه 8 قال : تأتي علماء شيعتنا القوامون

بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والانوار تسطع من تيجانهم على رأس كل

____________________
(1) وفي نسخة لكل من اخذ عنك.

واحد منهم تاج بهاء ، قد انبثت(1) تلك الانوار في عرصات القيامة ، ودورها مسيرة

ثلاثمائة ألف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ، ومن

ظلمة الجهل أنقذوه ، ومن حيرة التيه أخرجوه ، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم

إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار

استاديهم ومعلميهم ، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم ، ولا يبقى ناصب من

النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه ، وصمت اذنه ، وأخرس لسانه

وتحول عليه(2) أشد من لهب النيران ، فيتحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية(3) فتدعوهم

إلى سواء الجحيم.

وقال أبومحمد الحسن العسكري 7 : إن من محبي محمد وآل محمد صلوات الله

عليهم مساكين مواساتهم أفضل من مساواة مساكين الفقراء وهم الذين سكنت جوارحهم ، 

وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ، ويسفهون أحلامهم ، 

ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الاعداء الظاهرين النواصب ، 

وعلى الاعداء الباطنين إبليس ومردته ، حتى يهزموهم عن دين الله ، ويذودوهم عن أولياء

آل رسول الله 9 ، حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم ، 

قضى الله تعالى بذلك قضاء حق على لسان رسول الله 9.

بيان : التيه بالكسر : الضلال. والتحول : التنقل ، وضمن معنى التسلط أى

انتقل إليه متسلطا عليه ، أو معنى الاقتدار. فيحملهم أى ذلك الشعاع أو شعبته. فتدعوهم

أى الزبانية أو الشعاع إلى سواء الجحيم أى وسطه. ويسفهون أحلامهم أى ينسبون

عقولهم إلى السفه. قوله 7 : إلى شياطينهم أى شياطين هؤلاء العلماء الهادين.

14 ـ م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد 7 قال : قال علي بن أبي طالب 7 : من قوى مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه لعنه الله(4) يوم يدلى في 

____________________

(1) أى انتشرت.
(2) وفى نسخة : وتحول اليه.
(3) الزبانية عند العرب الشرط ، وسموا بها بعض الملائكة لدفعهم أهل النار اليها.
(4) اى فهمه اياه مشافهة.

قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي

وعدتي ، والمؤمنون إخواني. فيقول الله : أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات

الجنة فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة.

ايضاح : الافحام : الاسكات في الخصومة. والادلاء : الارسال. والبهجة بالفتح : 

الحسن والسرور.

15 ـ م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد 7. قال قالت فاطمة 3 ـ وقد اختصم إليها إمرأتان فتنازعتا في شئ من أمرالدين ، إحديهما معاندة ، والاخرى مؤمنة ففتحت

على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاشديدا ـ فقالت فاطمة 3 : 

إن فرح الملائكة باستظهارك عليهاأشد من فرحك ، وإن حزن الشيطان ومردته

بحزنها أشد من حزنها ، وإن الله تعالى قال لملائكته : أوجبوا لفاطمة بمافتحت على

هذه المسكينة الاسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مماكنت أعددت لها ، واجعلوا هذه

سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ماكان معدا له

من الجنان.

16 ـ م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد 7 قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب

7 ـ وقد حمل إليه رجل هدية ـ فقال له : أيما أحب إليك؟ أن أرد عليك بدلها عشرين

ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلان الناصبي في قريتك ، تنقذ

به ضعفاء أهل قريتك؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الامرين ، وإن أسأت الاختيار

خيرتك لتأخذ أيهما شئت ، فقال : ياابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي

لاولئك الضعفاء من يده قذره عشرون ألف درهم؟ قال بل أكثر من الدنيا عشرين ألف

ألف مرة! فقال : ياابن رسول الله فكيف أختار الادون بل أختار الافضل : الكلمة التي

أقهر بها عدو الله وأذوده(1) عن أولياء الله. فقال الحسن بن على 7 : قدأحسنت الاختيار

وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به ، فقال

له إذ حضره : ياعبدالله ماربح أحد مثل ربحك ، ولااكتسب أحدمن الاوداء مااكتسبت ،

____________________
(1) اى ادفعه واطرده.

اكتسبت مودة الله أولا ، ومودة محمد9 وعلي ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما

ثالثا ، ومودة ملائكة الله رابعا ، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا ، فاكتسبت بعدد

كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئالك هنيئا.

17 ـ م : قال أبومحمد 7 : قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما لرجل : 

 أيهماأحب إليك؟ رجل يروم قتل مسكين قدضعف أتنقذه من يده ، أوناصب يريد

إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه مايمتنع به ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى؟

قال : بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب إن الله تعالى يقول : من أحياها

فكأنما أحيا الناس جميعا. أى ومن أحياها وأرشدها من كفرإلى إيمان فكأنما أحيا

الناس جميعامن قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد.

بيان : إن الاحياء في الاول المرادبه الهداية من الضلال ، والاحياء ثانيا الانجاء

من القتل ، وقوله : من قبل بكسر القاف وفتح الباء أى من جهة قتلهم بالسيوف ، ويحتمل

فتح القاف وسكون الباء.

18 ـ م : قال أبومحمد 7 : قال علي بن الحسين 8 لرجل : أيهماأحب إليك صديق كلمارآك أعطاك بدرة دنانير ، أوصديق كلمارآك نصرك لمصيدة من مصائد

الشيطان ، وعرفك ماتبطل به كيدهم ، وتخرق شبكتهم ، وتقطع حبائلهم؟ قال : بل

صديق كلمارآني علمني كيف اخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عني بلاءه. قال : فأيهما

أحب إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي

الناصبين؟ قال : ياابن رسول الله سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب. قال : اللهم وفقه

قال : بل استنفاذي المسكين الاسيرمن يدى الناصب ، فإنه توفير الجنة عليه وإنقاذه

من النار ، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوض هذا

المظلوم بأضعاف مالحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم بماهو عادل بحكمه. قال : وفقت

لله أبوك! أخذته من جوف صدري لم تخرم مماقاله رسول الله 9 حرفا واحدا.

وسئل الباقر محمد بن علي 8 : إنقاذ الاسير المؤمن من محبينا (1).
____________________
(1) كذا في النسخ والظاهر : محبيكم.

من يد الغاصب يريد أن يضله بفضل لسانه وبيانه أفضل ، أم إنقاذ الاسير من أيدي أهل

الروم؟ قال الباقر 7 : أخبرني أنت عمن رأى رجلا من خيار المؤمنين يغرق ، وعصفورة

تغرق لايقدر على تخليصهما بأيهما اشتغل فاته الآخر ، أيهما أفضل أن يخلصه؟ قال

الرجل من خيار المؤمنين ، قال 7 : فبعد ماسألت في الفضل أكثر من بعد ما بين

هذين ، إن ذاك يوفر عليه دينه وجنان ربه ، وينقذه من نيرانه ، وهذا المظلوم إلى

الجنان يصير.

بيان : بماهو عادل بحكمه أى بانتقام هو تعالى عادل بسبب الحكم به ، أى لايجور

في الانتقام. وقال في النهاية : وفي الحديث : لله أبوك إذا اضيف الشئ إلى عظيم شريف

اكتسى عظما وشرفا كماقيل : بيت الله ، وناقة الله. فإذا وجد من الولد مايحسن موقعه

ويحمد قيل : لله أبوك. في معرض المدح والتعجب ، أى أبوك لله خالصا حيث أنجب بك

وأتى بمثلك. وقال : وفيه : ماخرمت من صلاة رسول الله 9 شيئا أى ما تركت ، ومنه 

الحديث : لم اخرم منه حرفا أى لم أدع.

19 ـ م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد 7 قال : قال جعفر بن محمد 8 : من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ، 

ويكشف عن مخازيهم ، ويبين عوراتهم ويفخم أمرمحمد وآله صلوات الله عليهم جعل الله همه

أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله

أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد تفضل عن؟؟ السماوات والارض ، فكم

من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لايعرف قدرها إلا رب العالمين؟.


20 ـ م : قال أبومحمد 7 : قال موسى بن جعفر 8 : من أعان محبا لنا على عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورته ، ويخرج

الباطل الذي يروم به أعداؤنا ودفع حقنا في أقبح صورة ، حتى ينبه الغافلين ، ويستبصر

المتعلمون ، ويزداد في بصائرهم العالمون ، بعثه الله تعالى يوم القيامة في أعلى منازل

الجنان ، ويقول : يا عبدي الكاسر لاعدائي ، الناصر لاوليائي ، المصرح بتفضيل محمد

خير أنبيائي ، وبتشريف علي أفضل أوليائي ، ويناوي من ناواهما ، ويسمى بأسمائهما 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق