yllix

‏إظهار الرسائل ذات التسميات *(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)*. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات *(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)*. إظهار كافة الرسائل

*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء العاشر

41 ـ سن : علي بن سيف قال : قال أميرالمؤمنين 7 : خذوا الحكمة ولو من

المشركين.

42 ـ سن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر

7 قال : قال المسيح 7 : معشر الحواريين! لم يضركم من نتن القطران إذا أصابتكم

سراجه ، خذوا العلم ممن عنده ولاتنظروا إلى عمله.

43 ـ سن : النوفلي ، عن علي بن سيف ، رفعه قال : سئل أميرالمؤمنين 7 : من

أعلم الناس؟ قال : من جمع علم الناس إلى علمه.

44 ـ سن : محمدبن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7

وحدثني الوشاء ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 : أن كلمة الحكمة

لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها.

بيان : فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أي تتحرك أو تحرك صاحبها على التكلم بها.
45 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، 

عن محمد بن علي بن حمزة العلوي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه : قال : قال أميرالمؤمنين

7 : الهيبة خيبة ، والفرصة خلسة ، والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ، 

تكونوا أحق بها وأهلها.

46 ـ ما : جماعة ، عن ابي المفضل ، عن جعفربن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبد المنعم ، 

عن حماد بن عثمان ، عن حمران ، قال : سمعت علي بن الحسين 8 يقول : لا تحقر اللؤلؤة

النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة فإن أبي حدثني قال : سمعت أميرالمؤمنين 7

يقول : إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها حتى يلفظ بها

فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها وأهلها فيلقفها.

بيان : الكبا بالكسر والقصر : الكناسة.
47 ـ سن : أبي ، عمن ذكره ، عن عمروبن أبي المقدام ، عن رجل ، عن أبي جعفر

7 في قول الله ، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. قال : والله ماصلوا لهم

ولاصاموا ، ولكن أطاعوهم في معصية الله.


48 ـ سن : محمد بن خالد ، عن حماد ، عن ربعي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7

في قول الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. فقال : والله ماصلوا ولاصاموا

لهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم.

49 ـ كتاب صفات الشيعة للصدوق : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن أبي سمينة ، عن

ابن سنان ، عن المفضل قال : قال الصادق 7 : كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو

متمسك بعروة غيرنا.

50 ـ سن : أبي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت

أباعبدالله 7 عن قول الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. فقال : أما

والله مادعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا

لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا ، فعبدوهم من حيث لايشعرون.

51 ـ سن : قال أبوجعفر 7 : إن القرآن شاهد الحق ومحمد 9 لذلك مستقر

فمن اتخذ سبباإلى سبب الله لم يقطع به الاسباب ، ومن اتخذ غيرذلك سببا مع كل

كذاب فاتقوا الله فإن الله قد أوضح لكم أعلام دينكم ومنار هداكم ، فلا تأخذوا أمركم

بالوهن ، ولاأديانكم هزؤا فتدحض أعمالكم ، وتخطؤا(1) سبيلكم ، ولا تكونوا في حزب

الشيطان فتضلوا. يهلك من هلك ، ويحيى من حي ، وعلى الله البيان ، بين لكم فاهتدوا ، 

وبقول العلماء فانتفعوا ، والسبيل في ذلك إلى الله فمن يهدي الله فهو المهتدي ، ومن يضلل

فلن تجد له وليا مرشدا.

بيان : قوله 7 : ومحمد لذلك مستقر أى محل استقرار القرآن ، وفيه ثبت علمه.

قوله 7 : إلى سبب الله السبب الاول الحجة والسبب الثاني القرآن أو النبي 9.

قوله 7 : لم يقطع به الاسباب أي لم تنقطع أسبابه عمايريد الوصول إليه من الحق ، 

من قولهم : قطع بزيد ـ على المجهول ـ أي عجز عن سفره أو حيل بينه وبين مايؤمله.

قوله : فاتقوا الله هوجزاء الشرط أو خبر الموصول أي فاتقوا الله واحذروا عن مثل فعاله ، 

ويحتمل أن يكون فيها سقط وكانت العبارة : كان مع كل كذاب. قوله 7 : فتدحض

أى تبطل.

____________________
(1) في المحاسن المطبوع هكذا : فتدحض اعمالكم وتخبطوا سبيلكم ولاتكونوا اطعتم الله

ربكم اثبتوا على القرآن الثابت وكونوا في حزب الله تهتدوا ولاتكونوا الخ.


52 ـ سن : بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله 7 قال : قال رسول الله صلى الله عليه

واله : إن لكم معالم فاتبعوها ، ونهاية فانتهوا إليها.

بيان : المعالم مايعلم به الحق ، والمراد بها هنا الائمة : ، والمراد بالنهاية

إما حدود الشرع وأحكامه أو الغايات المقررة للخلق في ترقياتهم بحسب استعداداتهم

في مراتب الكمال.

53 ـ دعوات الراوندى : من وصية ذي القرنين : لاتتعلم العلم ممن لم ينتفع به

فإن من لم ينفعه علمه لاينفعك.

54 ـ ومنه ، قال أبوعبيد في قريب الحديث : في حديث النبي 9 حين أتاه عمر

فقال : إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا ، فترى أن نكتب بعضها؟ فقال رسول الله

9 : أفتهوا كون أنتم كماتهوكت اليهود والنصارى؟! لقد جئتكم بهابيضاء تقية ، ولو

كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. قال أبوعبيد : أمتحيرون أنتم في الاسلام ولا تعرفون

دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى؟! كأنه كره ذلك منه.

55 ـ نهج : قال 7 : إن كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواءا ، وإذا كان

خطاءا كان داءا.

56 ـ وقال 7 : خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق

فتتخلج(1) في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن.

57 ـ وقال 7 في مثل ذلك : الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من

أهل النفاق.

58 ـ ما : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجاني

عن المعمرأبي الدنيا ، عن أميرالمؤمنين 7 قال : قال رسول الله 9 : كلمة الحكمة

ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.

59 ـ شا : روى ثقاة أهل النقل عند العامة والخاصة ، عن أميرالمؤمنين 7

في كلام افتتاحه : الحمد لله والصلاة على نبيه ، أما بعد فذمتي بما أقول رهينة و

____________________
(1) أى تضطرب وتتحرك.

أنابه زعيم إنه لايهيج على التقوى زرع قوم ، ولايظما عنه سنخ أصل ، وإن الخير كله

فيمن عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لايعرف قدره ، وأن أبغض الخلق عندالله رجل

وكله إلى نفسه ، جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، قد لهج فيها بالصوم و

الصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به ، حمال

خطايا غيره ، رهين بخطيئته ، قد قمش جهلا في جهال غشوه ، غار بأغباش الفتنة ، عمى عن

الهدى ، قدسماه أشباه الناس عالما ، ولم يغن فيه يوما سالما ، بكر فاستكثر مما(1) قل منه

خيرمما كثر حتى إذا ارتوى من آجن واستكثر من غيرطائل ، جلس للناس قاضيا

ضامنا لتخليص ماالتبس على غيره ، إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي

بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المهمات هيأ لهاحشوا من رأيه ثم قطع

عليه ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لايدري أصاب أم أخطأ؟! ولايرى

أن من وراء مابلغ مذهبا ، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب رأيه ، وإن أظلم عليه أمراكتتم

به ، لما يعلم من نفسه من الجهل والنقص والضرورة كيلا يقال : إنه لايعلم ، ثم أقدم بغير

علم فهو خائض عشوات ، ركاب شبهات ، خباط جهالات ، لايعتذر مما لايعلم فيسلم ، 

ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه

المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، ويستحل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم به الحلال ، لا

يسلم بإصدار ماعليه ورد ، ولايندم على مامنه فرط.

أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لاتعذرون بجهالته ، فإن العلم الذي هبط

به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين في عترة محمد 9 ، فأين يتاه

بكم؟ بل أين تذهبون. يامن نسخ من أصلاب أصحاب السفينة فهذه مثلها فيكم فاركبوها

فكما نجافي هاتيك من نجا كذلك ينجوفي هذي(2) من دخلها ، أنا رهين بذلك قسما حقا ، 

وما أنا من المتكلفين. الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف. أما بلغكم ماقال فيهم نبيكم

9؟ حيث يقول في حجة الوداع : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن

تضلوا بعدي : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، 

فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح اجاج فاجتنبوا.

____________________
(1) في النهج : من جمع ماقل منه 
(2) في الارشاد المطبوع المصحح : هذه.

نهج : مرسلا مثله.
ايضاح : فذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم الذمة : العهد والامان والضمان

والحرمة والحق. أي حرمتي أو ضماني أوحقوقي عندالله مرهونة لحقية ماأقوله. قال

في النهاية : وفي حديث علي 7 : ذمتي رهينة وأنا به زعيم أي ضماني وعهدي رهن في

الوفاء به. وقال : الزعيم : الكفيل. إنه لايهيج على التقوى زرع قوم قال الجزري : 

هاج النبت هياجا أي يبس واصفر ، ومنه حديث علي 7 : لايهيج على التقوى زرع قوم.

أراد من عمل لله عملا لم يفسد عمله ولايبطل كما يهيج الزرع فيهلك. ولايظما عنه سنخ

أصل الظماء : شدة العطش قال الجزري : وفي حديث علي 7 : ولايظما على التقوى

سنخ أصل : السنخ والاصل واحد فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلى الآخر.

أقول :؟؟ تان متقاربتان في المعنى ، ويحتمل أن يكون المراد بهما عدم فوت

المنافع الدنيوية أيضا بالتقوى ، ويحتمل أن يراد بإحداهما إحداهما وبالاخرى الاخرى.

وفي نهج البلاغة : لايهلك على التقوى سنخ أصل ، ولايظما عليها زرع قوم ، وإن الخير

كله فيمن عرف قدره. قال ابن ميثم : أي مقداره ومنزلته بالنسبة إلى مخلوقات الله تعالى

وأنه أي شئ منها ، ولاي شئ خلق ، وماطوره المرسوم له في كتاب ربه وسنن أنبيائه.

جائر عن قصد السبيل الجائر : الضال عن الطريق ، والقصد : استقامة الطريق و

وسطه ، وفي بعض نسخ الكافي : حائر بالحاء المهملة من الحيرة. مشغوف بكلام بدعة

قال الجوهري : الشغاف : غلاف القلب وهو جلدة دون الحجاب ، يقال : شغفه الحب أي

بلغ شغافه. قدلهج فيها بالصوم والصلاة قال الجوهري : اللهج بالشئ الولوع به ، و

ضميرفيها راجع إلى البدعة أي هو حريص في مبتدعات الصلاة والصوم ، و «فيها» غير

موجود في الكافي. ضال عن هدى من كان قبله هدى بضم الهاء وفتح الدال أو فتح الهاء و

سكون الدال. وفي النهج بعد ذلك : مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته. وفي

الكافي : وبعد موته. رهين بخطيئته أي هومرهون بها قال المطرزي : هو رهين بكذا أي

مأخوذ به. قد قمش جهلا في جهال. وفي الكتابين : ورجل قمش جهلا. والقمش : جمع الشئ

المتفرق. غشوه أي أحاطوا به وليس فيهما. غار بأغباش الفتنة قال الجوهري : الغبش


ظلمة آخرالليل والجمع أغباش أي غفل وانخدع واغتر بسبب ظلمة الفتن والجهالات

أو فيها. ولم يغن فيه يوما سالما ، قال الجزري : وفي حديث علي 7 : ورجل سماه

الناس عالما ولم يغن في العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان أغنى إذا أقمت به انتهى.

قوله : سالما أي من النقص بأن يكون نعتا لليوم ، أو سالما من الجهل بأن يكون حالا عن ضمير

الفاعل. بكر فاستكثر مما قل منه خير مماكثر أي خرج في الطلب بكرة ، كناية عن شدة

طلبه واهتمامه في كل يوم أو في أول العمر وابتداء الطلب ، وماموصولة ، وهي مع صلتها

صفة لمحذوف أي من شئ ماقل منه خير مماكثر ، ويحتمل أن تكون مامصدرية أيضا

وقيل : قل مبتدا بتقدير «أن» وخيرخبره ، كقولهم تسمع بالمعيدي خيرمن أن تراه ، و

المراد بذلك الشئ إما الشبهات المظلة والآراء الفاسدة والعقائد الباطلة ، أو زهرات

الدنيا. حتى إذا ارتوى من آجن الآجن : الماء المتعفن المتغير ، استعير للآراء الباطلة

والاهواء الفاسدة. واستكثر من غيرطائل قال الجوهري : هذا أمر لاطائل فيه إذا لم

يكن فيه غناء ومزية. وان نزلت به إحدى المهمات وفي الكتابين : المبهمات. هيأ لها

حشوا أي كثيرا لا فائدة فيها. ثم قطع عليه أي جزم به. فهو من لبس الشبهات في مثل

غزل العنكبوت قال ابن ميثم : وجه هذا التمثيل أن الشبهات التي تقع على ذهن مثل

هذا الموصوف إذا قصد حل قضية مبهمة تكثر فتلتبس على ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدي

له لضعف ذهنه ، فتلك الشبهات في الوهاء تشبه نسج العنكبوت وذهنه فيها يشبه لذباب

الواقع فيه ، فكما لايتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك

ذهن هذا الرجل لايقدر على التخلص من تلك الشبهات.

أقول. ويحتمل أيضا أن يكون المراد تشبيه مايلبس على الناس من الشبهات

بنسج العنكبوت لضعفها وظهور بطلانها ، لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على

التخلص منها لجهلهم وضعف يقينهم ، والاول أنسب بمابعده.

لايرى أن من وراء مابلغ مذهبا ، أي أنه لوفور جهله يظن أنه بلغ غايه العلم فليس

بعد ما بلغ إليه فكره لاحد مذهب وموضع تفكر فهو خائض عشوات أي يخوض

ويدخل في ظلمات الجهالات والفتن. خباط جهالات الخبط : المشي على غير استواء





أي خباط في الجهالات أو بسببها. ولايعض في العلم بضرس قاطع كناية عن عدم إتقانه

للقوانين الشرعية وإحاطته بها ، يقال : لم يعض فلان على الامر الفلاني بضرس إذا لم

يحكمه. يذري الروايات ذروالريح الهشيم قال الفيروز آبادي : ذرت الريح الشئ

ذروا وأذرته وذرته : أطارته وأذهبته. وقال : الهشيم نبت يابس متكسر ، أو يابس

كل كلاء وكل شجر ، ووجه التشبيه صدور فعل بلا روية من غير أن يعود إلى الفاعل

نفع وفائدة ، فإن هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيرة بها ولاشعور بوجه العمل

بها بل هو يمر على رواية بعد اخرى ويمشي عليها من غيرفائدة ، كما أن الريح التي تذري

الهشيم لاشعور لها بفعلها ، ولايعود إليها من ذلك ، نفع وإنما اتى الذور مكان الاذراء

لاتحاد معنييهما. وفي بعض الروايات : يذروا الرواية. قال الجزري : يقال : ذرته

الريح وأذرته تذروه وتذريه إذا أطارته ، ومنه حديث على 7 : يذروا الرواية ذرو

الريح الهشيم أي يسرد الرواية كماتنسف الريح هشيم النبت. تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء الظاهر أنهما على المجاز ، ويحتمل حذف المضاف أي أهل المواريث وأهل

الدماء. لايسلم بإصدار ما عليه ورد. أي لايسلم عن الخطأ في إرجاع ماعليه ورد من

المسائل أي في جوابها ، وفي الكتابين : لامليئ والله بإصدار ماعليه ورد أي لايستحق

ذلك ولايقوي عليه. قال الجزري : المليئ بالهمز : الثقة الغني وقد ملؤفهو مليئ بين

الملآءة بالمد ـ وقد أولع الناس بترك الهمزة وتشديد الياء ـ ومنه حديث علي 7 : لامليئ

والله بإصدار ماورد عليه. ولايندم على ما منه فرط. أي لايندم على ماقصرفيه. وفي الكافي : 

ولاهو أهل لمامنه فرط «بالتخفيف» أي سبق على الناس وتقدم عليهم بسببه من ادعاء

العلم ، وليست هذه الفقرة أصلا في نهج البلاغة ، وقال ابن أبي الحديد : في كتاب ابن

قتيبة : ولا أهل لمافرط به أي ليس بمستحق للمدح الذي مدح به.

ثم اعلم أنه على نسخة المنقول عنه جميع تلك الاوصاف لصنف واحد من الناس ، 

وعلى مافي الكتابين من زيادة : ورجل عند قوله : قمش جهلا فالفرق بين الرجلين إما بأن

يكون المراد بالاول الضال في اصول العقائد كالمشبهة والمجبرة ، والثاني هو المتفقه

في فروع الشرعيات وليس بأهل لذلك ، أو بان يكون المراد بالاول من نصب نفسه





 لسائر مناصب الافادة دون منصب القضاء ، وبالثاني من نصب نفسه له.
فأين يتاه بكم : من التيه بمعنى التحير والضلال أي أين يذهب الشيطان أو الناس بكم متحيرين؟.

بل أين تذهبون إضراب عمايفهم سابقا من أن الداعي لهم على ذلك غيرهم ، و

أنهم مجبورون على ذلك أي بل أنتم باختياركم تذهبون عن الحق إلى الباطل. يا من

نسخ من أصلاب أصحاب السفينة النسخ : الازالة والتغيير أي كنتم في أصلاب من ركب

سفينة نوح فانزلتم عن تلك الاصلاب فاعتبروا بحال أجداد كم وتفكروا في كيفية نجاتهم

فإن مثل أهل البيت كمثل سفينة نوح. وتي وذي للاشارة إلى المؤنث. قسما حقا

أى اقسم قسما حقا. وماأنا من المتكلفين أي المتصنعين بمالست من أهله ، ولست ممن

يدعي الباطل ويقول الشئ من غيرحقيقة. إني تارك فيكم الثقلين قال الجزري : فيه

إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي سما هما ثقلين لان الاخذ بهما والعمل بهما

ثقيل ، ويقال لكل خطير نفيس : ثقيل. فسماهما ثقلين إعظاما لقدر هما وتفخيما لشأنهما.

ماإن تمسكتم بهمابدل من الثقلين. وإنهما لن يفترقا يدل على أن لفظ القرآن و

معناه عندهم :.(1) ألا هذا أي سبيل الحق الذي أريتكموه عذب فرات أي شديد

العذوبة ، وهذا أي سبيل الباطل الذي حذرتكموه ملح اجاج أي مالح شديد الملوحة

والمرارة.

60 ـ شى : عن سعد ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن هذه الآية : ليس البر

بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها. فقال : آل

محمد ـ 9 ـ أبواب الله وسبيله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها والادلاء عليها إلى يوم

القيامة.

61 ـ شى : عن جابربن يزيد ، عن أبي جعفر 7 في قوله : ليس البر بأن تأتوا

البيوت. الآية قال : يعني أن يأتي الامر من وجهها من أي الامور كان.

____________________
(1) الظاهرأن هذه الاستفاده منه ; انتصار للاخبار الدالة على تحريف الكتاب مع أن

قوله : لن يفترقا إنما يدل على أن المعارف القرآنية بحقائقها عند أهل البيت : ، ولا نظرفيه

إلى التفرقة بين لفظ القرآن ومعناه وعدمها كماهو ظاهر. ط


62 ـ قال وروى سعيد بن منخل في حديث له رفعه قال : البيوت : الائمة :

والابواب : أبوابها.

63 ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر 7 وأتوا البيوت من أبوابها. قال : ائتوا

الامور من وجهها.(1)

64 ـ غو : قال النبي 9 : خذواالعلم من أفواه الرجال.
65 ـ وقال 9 : وإياكم وأهل الدفاتر ، ولايعزنكم الصحفيون.
66 ـ وقال 9 : الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها.
67 ـ نى : روي عن أبي عبدالله 7 : أنه قال : من دخل في هذا الدين بالرجال

أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال

قبل أن يزول.

68 ـ نى : سلام بن محمد ، عن أحمد بن داود ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن

سعد ، عن ابن أبي الخطاب(2) ، عن المفضل بن زرارة ، عن المفضل بن عمر قال : قال

أبوعبدالله 7 : من دان الله بغيرسماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى الفناء ، ومن

ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك ، وذلك الباب هو الامين

المأمون على سرالله المكنون.(3)

نى : الكليني ، عن بعض رجاله ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن مالك بن عامر ، عن

المفضل مثله.

(باب 15)
*(ذم علماء السوء ولزوم التحرز عنهم)*
الايات ، الاعراف : واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه

الشيطان فكان من الغاوين ولوشئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هويه

____________________

(1) اتحاده مع الحديث 61 ظاهر.
(2) وفى نسخة : عن ابن ابى طالب.
(3) تقدم صدره عن جابر تحت الرقم 24.

 فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا

بآياتنا 174 ، 175

المؤمن : فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم

ما كانوا به يستهزؤن 82

حمعسق وما تفرقوا إلا من بعد ماجائهم العلم بغيا بينهم 13
الجمعة : مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا

بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله 4

1 ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه 8 : أن عليا 7 قال : 

إياكم والجهال من المتعبدين والفجارمن العلماء فإنهم فتنة كل مفتون.(1)

2 ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن اذينة ، عن أبان

ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أميرالمؤمنين 7 ، عن النبي صلى الله عليه وال

أنه قال في كلام له : العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه

فهذا هالك ، وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار

ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عزوجل فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عزوجل

فأدخله الله الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى. ثم قال أميرالمؤمنين

7 : ألا إن أخوف ماأخاف عليكم خصلتان : اتباع الهوى وطول الامل ، أما اتباع

الهوى فيصد عن الحق ، وطول الامل ينسي الآخرة.

3 ـ ل : الفامي ، عن ابن بطة ، عن البرقي ، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين

7 أنه قال : قطع ظهري رجلان من الدنيا : رجل عليم اللسان فاسق ، ورجل جاهل

القلب ناسك ، هذا يصد بلسانه عن فسقه ، وهذا بنسكه عن جهله ، فاتقوا الفاسق من

العلماء ، والجاهل من المتعبدين ، اولئك فتنة كل مفتون ، فإني سمعت رسول الله 9

قول : ياعلي هلاك امتي على يدي كل منافق عليم اللسان.

بيان : قوله 7 : هذا يصد بلسانه عن فسقه أي يمنع الناس عن أن يعلموا
____________________
(1) لعله قطعة من الحديث الثالث.

فسقه بمايصور لهم بلسانه ويشبه عليهم ببيانه فيعدون فسقه عبادة ، أو أنهم لا يعبؤون

بفسقه بما يسمعون من حسن بيانه ، والاحتمالان جاريان في الفقرة الثانية.

4 ـ ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان

عن زياد بن المنذر ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين 7 : 

الفتن ثلاث : حب النساء وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان ، وحب

الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان. فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن أحب الاشربة

حرمت عليه الجنة ، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا.

5 ـ وقال : قال عيسى ابن مريم 7 : الدينار داء الدين ، والعالم طبيب الدين

فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غيرناصح لغيره.

6 ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفربن محمد ، عن

أبيه ، عن آبائه : : أن عليا 7 قال : إن في جهنم رحى تطحن أفلا تسألوني

ماطحنها؟ فقيل له : وماطحنها يا أميرالمؤمنين؟ قال : العلماء الفجرة ، والقراء الفسقة ، 

والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة. وإن في النار لمدينة يقال لها : 

الحصينة أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل : وما فيها يا أميرالمؤمنين؟ فقال : فيها أيدي الناكثين.

ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن هارون مثله.
بيان : قال الجزري العرفاء : جمع عريف وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من

الناس يلي امورهم ، ويعترف الامير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى فاعل. والنكث : نقض

العهد والبيعة.

7 ـع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن القاشاني ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، 

عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله 7 قال : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه

على دينكم فإن كل محب يحوط ماأحب.

8 ـ وقال : أوحى الله عزوجل إلى داود 7 : لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا

بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي ، فإن اولئك قطاع طريق عبادي المريدين ، إن أدنى

ما أناصانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم.


 9 ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي محمد الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن حماد

ابن عثمان ، عن أبي جعفر 7 في قول الله عزوجل : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : هل

رأيت شاعرا يتبعه أحد؟ إنما هم قوم تفقهوا لغيرالدين فضلوا وأضلوا.

بيان : التعبير عنهم بالشعراء لانهم كالشعراء مبنى أحكامهم وآرائهم على الخيالات

الباطلة.

10 ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن أسلم

الجبلي(1) بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين 7 قال : إن الله عزوجل يعذب ستة

بست : العرب بالعصبية ، والدهاقنة بالكبر ، والامراء بالجور ، والفقهاء بالحسد ، 

والتجار بالخيانة ، وأهل الرستاق بالجهل.

بيان : الدهاقنة جمع الدهقان وهو معرب دهبان أي رئيس القرية.
11 ـ ل : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن الخشاب ، عن ابن

مهران وابن اسباط فيما أعلم ، عن بعض رجالهما قال : قال أبوعبدالله 7 إن من

العلماء من يحب ان يخزن علمه ولايؤخذ عنه فذاك في الدرك الاول من النار ، ومن

العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار ، ومن العلماء

من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايرى له في المساكين وضعا فذاك

في الدرك الثالث من النار ، ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين

فإن رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار ، 

ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به علمه ويكثر به حديثه فذاك

في الدرك الخامس من النار ، ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول : سلوني ولعله لا

____________________
(1) قال صاحب التنقيح : الجبلى نسبة إلى الجبل ـ كورة بحمص ـ أو إلى بلاد الجبل من بلاد الديالمة

وهو المشهورفي النسبة إلى الجبل على الاطلاق ، اوالى الجبل ـ بفتح الجيم وضم الباء الموحدة المشددة

واللام ـ بليدة بشاطئ الدجلة من الجانب الشرقى بين النعمانية وواسط ، ومنهاجمع محدثون ، والنسبة

على الاول بالتخفيف وعلى الثالث بالتشديد. أقول : هو محمد بن أسلم الجبلى الطبرى أبوجعفر المترجم

في الفهرست ورجال النجاشى وغيرهما ، قال النجاشى «في ص 260» : أصله كوفى يتجر إلى طبرستان

يقال : انه كان غاليا فاسد الحديث ، روى عن الرضا 7.


يصيب حرفا واحدا والله لايحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار ، ومن

العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار.

بيان : قوله 7 : من إذا وعظ «على المجهول» أنف أي استكبر عن قبول الوع

وإذا وعظ «على المعلوم» عنف أي جاوزالحد ، والعنف ضد الرفق.

قوله 7 : أو قصر «على المجهول» من باب التفعيل أي إن وقع التقصير من أحد

في شئ من أمره كإكرامه والاحسان إليه غضب. قوله 7 : ليغزر أي يكثر. قوله

7 : يتخذ علمه مروة وعقلا أي يطلب العلم ويبذله ليعده الناس من أهل المروة

والعقل.

12 ـ ما : المفيد ، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن الصفار ، 

عن القاشاني ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص قال : سمعت أبا عبدالله جعفربن

محمد : يقول : قال عيسى ابن مريم لاصحابه : تعلمون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، 

ولاتعملون للآخرة ولاترزقون فيها إلا بالعمل. ويلكم علماء السوء! الاجرة تأخذون ، 

والعمل لاتصنعون ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكوا أن تخرجوا من الدنيا

إلى ظلمة القبر ، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه؟!

وما يضره أشهى إليه مماينفعه.

13 ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، 

عن آبائه : قال : قال رسول الله 9 : إذا ظهر العلم ، واحترز العمل ، وائتلفت

الالسن ، واختلفت القلوب ، وتقاطعت الارحام ، هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى

أبصارهم.

14 ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله 9 : سيأتي على امتي زمان لايبقى

من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم

عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت

الفتنه وإليهم تعود.

بيان : لعل المراد عود ضررها إليهم في الدنيا والآخرة ، أو أنهم مراجع لها









Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
حقوق النشر :registered: www.elmlok-7.yoo7.com
منتدي الملوك السبعة للروحانيات