yllix

*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء التاسع

والانخداع عن أطواره. قوله : ومهانته أى مذلته وحقارته. قوله : يختل الناس أى

يخدعهم ، قوله : اقتحمه أى دخله مبادرا من غيرروية. قوله 7 : من ينبوا عن المال

الحرام أى يرتفع عنه ولايتوجه إليه ، قال الجزرى : يقال : نبا عنه بصره ينبو أي تجافى

ولم ينظر إليه. قوله 7 : على شوهاء أي يحمل نفسه على امرأة قبيحة مشوهة الخلقة

فيزني بها ولايتركها فضلا عن الحسناء. قوله 7 : ماعقده عقله يحتمل أن يكون

كلمة ماموصولة ، وعقد فعلا ماضيا أى حتى تنظروا إلى الامور التي عقدها عقله و

نظمها ، فإن على العقل إنما يستدل بآثاره ، ويحتمل أن تكون ما استفهامية والعقدة

إسما بمعنى ماعقد عليه ، فيرجع إلى المعنى الاول ، ويحتمل على الاخيرأن يكون المراد

ثبات عقله واستقراره وعدم تزلزله فيما يحكم به عقله. قوله 7 : أمع هواه يكون

على عقله؟ حاصله أنه ينبغي أن ينظر هل عقله مغلوب لهواه أم هواه مقهور لعقله.

قوله : أخذته العزة بالاثم أى حملته الانفة وحمية الجاهلية على الاثم الذي

يؤمر باتقائه لجاجا ، من قولك : أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه ، فحسبه

جهنم ، أى كفته جزاءا وعقابا ، ولبئس المهاد جواب قسم مقدر ، والمخصوص بالذم

محذوف للعلم به. والمهاد : الفراش ، وقيل : مايوطا للجنب ، قوله 7 : فهو يخبط

خبط عشواء قال الجوهري : العشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شئ

وركب فلان العشواء إذا خبط أمره على غير بصيرة ، وفلان خابط خبط عشواء. قوله 7

ويمده ربه أي يقويه ، من مد الجيش وأمده إذا زاده وقواه أي بعد أن طلب مالايقدر

عليه من دعوى الامامة ، ورئاسة الخلق ، وإفتاء الناس ، فعجز عنها لنقصه وجهله استحق

منع لطفه تعالى عنه ، فصار ذلك سببا لتماديه في طغيانه وضلاله. قوله : لا تبيد أى لاتهلك

ولا تفني.

12 ـ م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري 7 في قوله تعالى : ومنهم اميون

لايعلمون الكتاب إلا أماني. قال 7 : ثم قال الله تعالى : يامحمد ومن هؤلاء اليهود

اميون لا يقرؤون الكتاب ولايكتبون كالامي منسوب إلى امه أى هو كما خرج 

بطن امه لايقرا ولايكتب ، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكذب به ولا


يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال : هذا كتاب الله وكلامه ، لا يعرفون إن

قرئ من الكتاب خلاف مافيه ، وإن هم إلا يظنون أي مايقرا عليهم رؤساؤهم من تكذيب

محمد 9 في نبوته وإمامة علي 7 سيد عترته : وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم

تقليدهم. فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به

ثمنا قليلا. قال 7 : قال الله تعالى : هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة

محمد 9 ، وهي خلاف صفته. وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبي المبعوث في

آخر الزمان : أنه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب الشعر ، ومحمد 9 بخلافه وهو

يجيئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة ، وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم

رئاستهم ، وتدوم لهم إصاباتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤونة خدمة رسول الله 9 وخدمة علي

7 وأهل خاصته ، فقال الله عزو جل : فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون

من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد 9 وعلي 7 الشدة لهم من العذاب

في أسوء بقاع جهنم ، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى مما يكسبونه

من الاموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوامهم على الكفر بمحمد رسول الله 9 ، والجحد

لوصيه أخيه علي بن أبي طالب ولي الله. ثم قال 7 : قال رجل للصادق 7 : فإذا

كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم

إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا

يقلدون علماءهم؟ فإن لم يجز لاولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من

علمائهم ، فقال 7 : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية

من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماء هم كما ذم عوامهم ، 

وأما من حيث افترقوا فلا. قال : بين لي ياابن رسول الله قال 7 : إن عوام اليهود كانوا قد

عرفوا علماء هم با لكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الاحكام عن واجبها

بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم

وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا مالا يستحقه من تعصب

له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا





بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على

الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه

لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، 

ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله 9 إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، 

وأشهر من أن لاتظهر لهم ، وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر

والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه

وإن كان لاصلاح أمره مستحقا ، والترفرف بالبر والاحسان على من تعصبواله وإن كان

للاذلال والاهانة مستحقا. فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود

الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم. فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، 

حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامرمولاه ، فللعوام أن يقلدوه. وذلك لايكون إلا

بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم ، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة ، وإنماكثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل

البيت لذلك ، لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الاشياء

على غيروجوهها لقلة معرفتهم ، وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض

الدنيا ماهو زادهم إلى نارجهنم ، ومنهم قوم ممنوع من العرض لايقدرون على القدح فينا فيتعلمون

بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون بنا عند ممنوع من العرضنا ثم يضيفون

إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون

من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوا(1) وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد

عليه اللعنة على الحسين بن علي 8 وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال ، و

هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون ، ولاعدائنا معادون يدخلون

الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب ، لا جرم

أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لايريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه لم يتركه

في يد هذا المتلبس الكافر ، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفقه الله

____________________
(1) تقسيم نافع لكثرة اختلاف الاحاديث ولمايرى من الاخبار التى ينافى المذهب.

للقبول منه فيجمع الله له بذلك خيرالدنيا والآخرة ، ويجمع على من أضله لعن الدنيا

وعذاب الآخرة ، ثم قال : قال رسول الله 9 : شرارعلماء امتنا المضلون عنا ، القاطعون

للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أندادنا بألقابنا ، يصلون عليهم وهم

للعن مستحقون ، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات

ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون ، ثم قال : قيل لاميرالمؤمنين 7 : 

من خيرخلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال : العلماء إذا صلحوا. قيل : و

من شرخلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين

بألقابكم ، والآخذين لامكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم؟ قال : العلماء إذافسدوا ، 

هم المظهرون للاباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل : اولئك يلعنهم الله

ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا. الآية.

ايضاح : قوله 7 : أي إلا أن يقرأ عليهم قال البيضاوي : استثناء منقطع. والاماني

جمع امنية وهي في الاصل مايقدره الانسان في نفسه من منى إذا قدر ، ولذلك تطلق

على الكذب وعلى كل مايتمنى وما يقرا والمعنى : ولكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليدا

من المحرفين ، أو مواعيد فازعة سمعوها منهم من أن الجنة لايدخلها إلا من كان هودا ، 

وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة. وقيل : إلا مايقرؤون قراءة عارية عن معرفة

المعنى وتدبره ، من قوله :


تمنى كتاب الله أول ليلة
 
 تمني داود الزبور على رسل
 

وهو لا يناسب وصفهم بأنهم اميون.
أقول : على تفسيره 7 لايرد ماأورده فإن المراد حينئذ القراءة عليهم

لاقراءتهم ، وهو أظهر التفاسير لفظا ومعنا. قوله : أصهب الشعر قال الجوهري : الصهبة : 

الشقرة في شعرالرأس. قوله 7 : وأهل خاصته أى أهل سره أوالاضافة بيانية.

قوله 7 : والتكالب قال الفيروزآبادي : المكالبة : المشارة والمضائفة ، و

التكالب : التواثب. قوله : والترفرف هو بسط الطائر جناحيه وهو كناية عن اللطف.

في بعض النسخ الرفوف يقال : رف فلانا أى أحسن إليه. قوله : فيتوجهون أى يصيرون





ذوي جاه ووجه معروف. قوله : وينتقصون بنا أي يعيبوننا. قوله 7 : يقيض له أي

يسبب له.

13 ـ ج : الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال سألت محمد بن عثمان العمري

; أن يوصل لي كتابا سألت فيه عن مسائل اشكلت على فورد التوقيع بخط مولانا

صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة

حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله. الخبر.

14 ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين بن صغير ، عمن

حدثه عن ربعي بن عبدالله(1) عن أبي عبدالله 7 أنه قال : أبى الله أن يجري الاشياء

إلا بالاسباب فجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح علما ، وجعل لكل علم بابا

ناطقا ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ، ذلك رسول الله 9 ونحن.

15 ـ ير : القاشاني ، عن اليقطيني يرفعه قال : قال أبوعبدالله 7 : أبى الله أن

يجري الاشياء إلا بالاسباب فجعل لكل شئ سببا ، وجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح مفتاحا ، وجعل لكل مفتاح علما ، وجعل لكل علم بابا ناطقا ، من عرفه عرف الله ، 

ومن أنكره أنكرالله ، ذلك رسول الله ونحن(2).

بيان : لعل المراد بالشئ ذي السبب : القرب والفوز والكرامة والجنة ، وسببه

الطاعة ومايوجب حصول تلك الامور ، وشرح ذلك السبب هو الشريعة المقدسة ، و

المفتاح : الوحي النازل لبيان الشرع وعلم ذلك المفتاح ـ بالتحريك ـ أى مايعلم به هو الملك

الحامل للوحى. والباب الذي به يتوصل إلى هذا العلم هو رسول الله 9 والائمة

:

16 ـ ير : السندي بن محمد ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن سليمان ، قال : 

سمعت أباجعفر 7 وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى ، وهو يقول :

____________________
(1) بكسرالراء وسكون الباء هو ربعى بن عبدالله بن الجارود بن أبى سبرة الهذلى أبونعيم

البصرى الثقة ، روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن 8 ، وصحب الفضيل بن يسار ، وأكثر الاخذ

عنه وكان خصيصا به.

(2) لايخفى اتحاده مع سابقه.

إن الحسن البصري يزعم : أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار. فقال

أبوجعفر 7 : فهلك إذا مؤمن آل فرعون ، ومازال مكتوما منذ بعث الله نوحا 7

فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله مايوجد العلم إلا ههنا(1)

17 ـ ير : الفضل ، عن موسى بن القاسم ، عن حمادبن عيسى ، عن سليمان بن خالد ، 

قال : سمعت أباجعفر 7 يقول : ـ وسأله رجل من أهل البصرة فقال : إن عثمان الاعمى

يروي عن الحسن : أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار ـ قال أبوجعفر

7 : فهلك إذامؤمن آل فرعون ، كذبواإن ذلك من فروج الزناة ، ومازال العلم

مكتوماقبل قتل ابن آدم ، فليذهب الحسن يميناو شمالا لا يوجد العلم إلاعندأهل بيت

نزل عليهم جبرئيل.

بيان : قوله 7 : إن ذلك أي الريح التي تؤذي أهل النارإنما هي من فروج

الزناة.

اقول : قدأوردنا بعض الاخبارفي باب كتمان العلم.
18 ـ ير : أحمدبن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معلى

ابن أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : إن الحكم بن عتيبة ممن

قال الله : ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. فليشرق الحكم

وليغرب ، أما والله لايصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل.

19 ـ ير : السندي بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن

عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر 7 عن شهادة ولد الزنا تجوز؟ قال : لا

فقلت : إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز فقال : اللهم لاتغفر له ذنبه ، ما قال الله للحكم : 

إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون. فليذهب الحكم يمينا وشمالا فوالله لايوجد

العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل.

كش : محمد بن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر وجعفر

ابن محمد بن حكيم ، عن أبان مثله.

____________________
(1) تقدم الحديث عن الاحتجاج تحت الرقم 3 من باب 13

بيان : أى إنما خاطب الله رسوله بهذا الخطاب. أن القرآن ذكرأى مذكرأو

شرف لك ولقومك ، وقومه أهل بيته. وقد ورد في الاخبار أن المخاطب في قوله تعالى : 

وسوف تسئلون. هو أهل بيت النبي 9 فإن الناس يسألونهم عن علوم القرآن. 

20 ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن علي ، عن أبي إسحاق ثعلبة ، عن أبي مريم

قال : قال أبوجعفر 7 : لسلمة بن كهيل(1) والحكم بن عتيبة(2) شرقا وغربا لن تجدا

علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت.

كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن فيروزان ، عن الاشعري ، عن ابن معروف ، 

عن الحجال ، عن أبي مريم مثله.

21 ـ ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن أبي البختري ، وسندي بن محمد ، عن

أبي البختري ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن العلماء ورثة الانبياء ، وذلك أن الانبياء لم

يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئا منها فقد

أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف

عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتهال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.

ختص : محمد بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن السندي مثله.
ير : أحمد بن محمد : عن إبن فضال رفعه إلى أبي عبدالله 7 مثله.
22 ـ كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن فيروزان القمي ، عن البرقي ، عن
____________________
(1) هو سلمة بن كهيل بن الحصين أبويحيى الحضرمى الكوفى تبرى مذموم. روى الكشى في

ص 152 من رجاله باسناد له عن أبى عبدالله 7 قال : لوأن التبرية صف واحد ما بين المشرق

إلى المغرب ما اعزالله بهم دينا ، والتبرية هم أصحاب كثيرالنوا ، والحسن بن صالح بن يحيى ، وسالم بن

أبى حفصة ، والحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، وأبوالمقدام ثابت الحداد. وهم الذين دعوا إلى ولاية

على 7 ، ثم خلطوها بولاية أبى بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة و

الزبير وعايشة ، ويرون الخروج مع بطون على بن أبى طالب يذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف و

النهى عن المنكر ، ويثبتون لكل من خرج من ولد على بن أبى طالب 7 عند خروجه الامامة.

(2) بضم العين المهملة والتاء المفتوحة والياء الساكنة والباء المفتوحة. تبرى مذموم كان استاد

زرارة وحمران والطيار قبل استبصارهم ، ورد في رجال الكشى مضافا إلى مانقلنا في سلمة بن كهيل

روايات تدل على ذمه.


البزنطي ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال رسول الله 9 : يحمل

هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال

الجاهلين كما ينفى الكير خبث الحديد.

23 ـ ير : محمد بن الحسين ، عن النضر ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي قال : سألت

أباجعفر 7 عن قول الله عزوجل : ومن أضل ممن اتبع هواه بغيرهدى من الله. قال : 

عنى الله بها من اتخذ دينه رأيه من غير إمام من أئمة الهدى.

24 ـ ير : يعقوب بن يزيد ، عن إسحاق بن عمار ، عن أحمد بن النضر ، عن عمروبن

شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر 7 أنه قال : من دان الله بغيرسماع عن صادق ألزمه

الله التيه إلى يوم القيامة(1).

بيان : التيه الحيرة في الدين.
25 ـ ير : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن علي

ابن عبدالله قال : سأله رجل عن قول الله عزوجل : فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى.

قال : من قال بالائمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم.

26 ـ كتاب زيد الزراد ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أباجعفر 7 يقول : 

إن لنا أوعية نملاؤها علما وحكما ، وليست لها بأهل فما نملاؤها إلا لتنقل إلى شيعتنا

فانظروا إلى مافي الاوعية فخذوها ، ثم صفوهامن الكدورة ، تأخذونها بيضاء نقية صافية

وإياكم والاوعية فإنها وعاء فتنكبوها.

27 ـ ومنه ، قال : سمعت أباعبدالله 7 يقول : اطلبوا العلم من معدن العلم و

إياكم والولائج فيهم الصدادون عن الله. ثم قال : ذهب العلم وبقي غبرات العلم في أوعية

سوء ، فاحذروا باطنها فإن في باطنها الهلاك ، وعليكم بظاهرها فإن في ظاهرها النجاة.

بيان : لعل المراد بتصفيتها تخليصها من آرائهم الفاسدة أو من أخبارهم التي هم

متهمون فيها لموافقتها لعقائدهم ، والمراد بباطنها عقائدها الفاسدة أو فسوقها التي

يخفونها عن الخلق.

____________________
(1) يأتى مثله مع زيادة عن المفضل تحت الرقم 67

28 ـ كتاب جعفربن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عن

أبي عبدالله 7 قال : إن الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل في صدره حتى يخرجها

فيوعيها المؤمن ، وتكون كلمة المنافق في صدر المؤمن فتجلجل في صدره حتى يخرجها

فيعيها المنافق.

29 ـ ومنه بهذا الاسناد ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن رجلا دخل على أبي 7

فقال : إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله بذلك. قال : نحن كذلك والحمد لله ، لم ندخل

أحدا في ضلالة ، ولم نخرج أحدا من باب هدى نعوذ بالله أن نضل أحدا.

30 ـ ف : عن أبي جعفر الثاني 7 قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان

الناطق عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.

31 ـ سن : ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 قال

أما أنه ليس عند أحد من الناس حق ولاصواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ، ولا أحد

من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسببه علي بن

أبي طالب 7 فإذا اشتبهت عليهم الامور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا ، والصواب

من قبل علي بن أبي طالب 7.

32 ـ ير : ابن معروف ، عن حمادبن عيسى ، عن ربعي ، عن فضيل ، قال : سمعت

أباجعفر 7 يقول : كل مالم يخرج من هذالبيت فهو باطل.

33 ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن محمد بن عمر ، عن المفضل بن صالح ، عن

جابر ، عن أبي جعفر 7 قال : إنا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، ومن

قول الصادق سمعنا ، فإن تتبعونا تهتدوا.

34 ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن البزنطي ، عن زرارة

قال كنت عند أبي جعفر 7 فقال لي رجل من أهل الكوفه : سله عن قول أميرالمؤمنين

7 : سلوني عما شئتم ، ولا تسألونني عن شئ إلاأنبأتكم به. قال : فسألته فقال : إنه ليس

أحد عنده علم شئ إلا خرج من عند أميرالمؤمنين 7 فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله

ليأتين الامر ههنا. وأشار بيده إلى صدره.


بيان : قوله : ليأتين بفتح الياء ، ورفع الامر أى يأتي العلم ومايتعلق بامور الخلق

ويهبط إلى صدورنا ، ويحتمل نصب الامر فيكون ضمير الفاعل راجعا إلى كل أحد من

الناس ، أو كل من أراد اتضاح الامرله.

35 ـ ير : العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم

عن أبي جعفر 7 قال : سمعته يقول : إنه ليس عند أحد من حق ولاصواب وليس أحد

من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق إلا مفتاحه علي ، فإذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ

من قبلهم والصواب من قبله أو كما قال.

ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن

مسلم مثله.

36 ـ ير : محمدبن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن مسلم ، قال

سمعت أباجعفر 7 يقول : أما إنه ليس عند أحد علم ولاحق ولافتيا إلا شئ أخذ

عن علي بن أبي طالب 7 ، وعنا أهل البيت ، ومامن قضاء يقضى به بحق وصواب إلا

بدء ذلك ومفتاحه وسببه وعلمه من علي 7 ومنا. فإذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا

وعملوا بالرأي ، وكان الخطأ من قبلهم إذا قاسوا ، وكان الصواب إذا اتبعوا الآثارمن

قبل علي 7.

37 ـ سن : ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي إسحاق النحوي(1) ، قال : 

سمعت أباعبدالله 7 يقول : إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه على محبته فقال : إنك

لعلى خلق عظيم. وقال : وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهيكم عنه فانتهوا. وقال : ومن

يطع الرسول فقد أطاع الله. وإن رسول الله 9 فوض إلى علي 7 ، وائتمنه فسلمتم

وجحد الناس ، فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا ، وتصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم

وبين الله.

____________________
(1) هو ثعلبة بن ميمون المترجم في ص 85 من رجال النجاشى بقوله : ثعلبة بن ميمون مولى بنى أسد

ثم مولى بنى سلامة منهم أبواسحاق النحوى ، كان وجها في أصحابنا ، قاريا ، فقيها ، نحويا ، لغويا ، 

راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن 8 ، له

كتاب يختلف الرواية عنه.


توضيح : قوله : أدب نبيه على محبته أى على نحو ماأحب وأراد فيكون الظرف

صفة لمصدر محذوف ، ويحتمل أن تكون كلمة « على » تعليلية أى علمه وفهمه مايوجب

تأدبه بآداب الله وتخلقه بأخلاق الله لحبه إياه ، وأن يكون حالا عن فاعل أدب أى حال

كونه محبا له وكائنا على محبته ، أو عن مفعوله ، أو المراد أنه علمه مايوجب محبته لله

 أو محبته الله له. قوله 7 : ونحن فيما بينكم وبين الله أي نحن الوسائط في العلم وسائر

الكمالات بينكم وبين الله فلا تسألوا عن غيرنا ، أو نحن شفعاؤكم إلى الله.

38 ـ سن : أبي ، عمن ذكره ، عن زيدالشحام ، عن أبي جعفر 7 في قول الله : 

فلينظر الانسان إلى طعامه. قال : قلت : ماطعامه؟ قال : علمه الذي يأخذه ممن يأخذه.

بيان : هذا أحد بطون الآية الكريمة ، وعلى هذا التاويل المراد بالماء : العلوم

الفائضة منه تعالى فإنها سبب لحياة القلوب وعمارتها ، وبالارض : القلوب والارواح ، 

وبتلك الثمرات : ثمرات تلك العلوم (1).

ختص : محمد بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن

أبي عميرعن الشحام مثله.

39 ـ سن : علي بن عيسى القاساني ، عن ابن مسعود الميسري ، رفعه قال : قال المسيح

7 : خذوا الحق من أهل الباطل ، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق ، كونوا نقاد الكلام

فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله ، كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضه المموهة ، 

النظر إلى ذلك سواء ، والبصراء به خبراء.

ايضاح : قال الفيروزآبادي : موه الشئ : طلاه بفضة أو ذهب وتحته نحاس أو

حديد.

40 ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه : ، عن رسول الله

9 قال : غريبتان كلمة حكم من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.

بيان : قوله 7 فاغفروها أى لاتلوموه بها أو استروها ولا تذيعوها فإن الغفر

في الاصل بمعنى الستر.

____________________
(1) يريد من الماء والارض والثمرات ماوقع ذكره في الايات التالية : « إناصيبنا الماء صبا

ثم شققنا الارض شقا فأنبتنا فيها حباوعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا».






Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
حقوق النشر :registered: www.elmlok-7.yoo7.com
منتدي الملوك السبعة للروحانيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق