yllix

*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع

*(حق العالم)*
الايات ، الكهف : قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال


إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاءالله


صابرا ولاأعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا.


«إلى قوله تعالى» : إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قدبلغت من لدني عذرا 76


أقول : يظهر من كيفية معاشرة موسى 7 مع هذا العالم الرباني وتعلمه منه أحكام


كثيرة : من آداب التعليم والتعلم ، من متابعة العالم ، وملازمته لطلب العلم ، وكيفية


____________________
(1) أى لم ينجح.
(2) الترقوة : مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث يترقى فيه النفس.

 
طلبه منه هذاالامر مقرونا بغاية الادب ، مع كونه 7 من اولى العزم من الرسل ، و


عدم تكليفه أن يعلمه جميع علمه بل قال : « مماعلمت ، وتأديب المعلم للمتعلم ، وأخذ


العهد منه أولا ، وعدم معصية المتعلم للمعلم ، وعدم المبادرة إلى إنكار مايراه من المعلم ، 


والصبر على مالم يحط علمه به من ذلك ، وعدم المبادرة بالسؤال في الامور الغامضة ، و


عفو العالم عن زلة المتعلم في قوله : لاتؤاخذني بمانسيت ولا ترهقني(1) من أمري عسرا.


إلى غيرذلك مما لايخفى على المتدبر.


1 ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن


أبان وغيره ، عن أبي عبدالله 7 قال : إني لارحم ثلاثة وحق لهم أن يرحموا : 


عزيز أصابته مذلة بعد العز ، وغني أصابته حاجة بعد الغنى ، وعالم يستخف به أهله و


الجهلة.


ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن


سنان ، عنه 7 مثله.


2 ـ لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن


معاوية بن وهب ، قال : سمعت أباعبدالله الصادق 7 يقول : اطلبوا العلم وتزينوا معه


بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا


علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم.


3 ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه : أن النبي 9 قال : 


ارحموا عزيزا ذل ، وغنيا افتقر ، وعالما ضاع في زمان جهال.


4 ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن موسى بن عمر ، عن ابن فضال ، 


عمن ذكره ، عن أبي عبدالله 7 قال : ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل : مسجد خراب


لايصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لايقرافيه.


5 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن مسعر بن علي بن زياد المقري ، عن


جرير بن أحمد بن مالك الايادي ، قال : سمعت العباس بن المأمون يقول : قال لي علي بن


____________________
(1) أى لاتكلفنى

موسى الرضا 7 : ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الايام على ذوي الادوات الكاملة ، 


واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة.


بيان : قال الفيروز آبادي : تحامل عليه : كلفه مالا يطيقه. والادوات الكاملة


كالعقل والعلم والسخاء من الكمالات التي هي وسائل السعادات ، أو الاعم منها ومما


هو من الكمالات الدنيوية كالمناصب والاموال ، أى يحمل الايام وأهلها عليهم فوق طاقتهم


ويلتمسون منهم من ذلك ما لا يطيقون ، ويحتمل أن يكون المراد جور الناس على أهل


الحق ومغلوبيتهم.


6 ـ ضه ، ل ، لى : ـ سيجيئ في خبر الحقوق عن علي بن الحسين 8 ـ : وحق


سائسك(1) بالعلم : التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والاقبال عليه ، 


وأن لاترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ، 


ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، و


أن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوا ، ولا تعادي له وليا ، فإذا فعلت


ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس.


7 ـ ل ، مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني


عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي : قال : قال رسول الله 9 : غريبتان


فاحتملوهما : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.
8 ـ ل : علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن أبي يعقوب ، عن


علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن أبي عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله 9 : 


إنما الخوف(2) على امتي من بعدي ثلاث خصال : أن يتأولوا القرآن على غير تأويله ، 


أو يتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ، وسانبئكم المخرج من


ذلك : أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانتظروا فيئه(3)


ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه


____________________
(1) أى مؤدبك.
(2) وفى نسخة : أتخوف.
(3) وفى نسخة : فئته.

9 ـ سن : أبي ، عن سليمان الجعفري ، عن رجل ، عن أبي عبدالله 7 قال : كان


علي 7 يقول : إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولاتجر بثوبه ، وإذا دخلت


عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا ، وخصه بالتحية دونهم ، واجلس بين يديه ، ولاتجلس


خلفه ، ولا تغمز بعينيك ، ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافا لقوله ،


ولا تضجر بطول صحبته ، فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها


شئ ، والعالم أعظم أجرامن الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات العالم ثلم في


الاسلام ثلمة لايسدها شئ إلى يوم القيامة.


بيان : قوله 7 : ولا تجر بثوبه ، كناية عن الابرام في السؤال ، والمنع عن قيامه


عند تبرمه.


10 ـ سن : أبي ، عن سعدان(1) ، عن عبدالرحيم بن مسلم(2) ، عن إسحاق بن عمار


قال : قلت لابي عبدالله 7 : من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ قال : مكروه إلا لرجل 


في الدين.


11 ـ سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أميرالمؤمنين 7 : إذا جلست إلى


العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم


حسن القول ، ولا تقطع على حديثه.


12 ـ شا : روى حارث الاعور ، قال : سمعت أميرالمؤمنين 7 يقول : من حق


العالم أن لايكثر عليه السؤال ، ولا يعنت في الجواب(3) ولا يلح عليه إذا كسل ، ولايؤخذ


بثوبه إذا نهض ، ولايشار إليه بيد في حاجة ، ولايفشى له سر ، ولايغتاب عنده أحد ، و


يعظم كما حفظ أمرالله ، ويجلس المتعلم أمامه ، ولايعرض من طول صحبته ، وإذا جاءه


طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام ، وخصه بالتحية ، وليحفظ شاهدا و


غائبا ، وليعرف له حقه ، فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ،


____________________
(1) هو سعدان بن مسلم المتقدم ذكره.
(2) البجلى الجريرى ، كوفى عده الشيخ من أصحاب الصادق 7.
(3) أى لايلزم العالم المتعلم مايصعب عليه أداؤه ، ويشق على المتعلم تحمله.

فإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها إلا خلف منه ، وطالب العلم يستغفرله كل


الملائكة ، ويدعو له من في السماء والارض.


13 ـ غو : قال الصادق 7 : من أكرم فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه


راض ، ومن أهان فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان.


14 ـ وروي عن النبي 9 أنه قال : من علم شخصا(1) مسألة فقد ملك


رقبته. فقيل له : يارسول الله أيبيعه؟ فقال : لا ولكن يأمره وينهاه.


15 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن معقل ، عن محمد بن الحسن بن


بنت إلياس ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه : قال : قال رسول الله 9 : غريبان : 


كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ، فإنه لا حكيم إلا


ذوعثرة ، ولاسفيه إلا ذوتجربة.(2)


16 ـالدرة الباهر : قال النبي 9 : ارحموا عزيز قوم ذل ، وغنى قوم افتقر ، و


عالما تتلاعب به الجهال.(3)


17 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 : لا تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك ، و


بلاغة قولك على من سددك.


بيان : الذرابة : حدة اللسان ، والذرب محركة : فساد اللسان ، والغرض رعاية


حق المعلم ، وماذكره ابن أبي الحديد من أن المراد بمن أنطقه ومن سدده هوالله سبحانه


فلا يخفى بعده.


18 ـ كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين 7 : لاتحقرن عبدا آتاه الله علما ، 


فإن الله لم يحقره حين آتاه إياه.


19 ـ عدة : روى عبدالله بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده : أنه قال : 


إن من حق المعلم على المتعلم أن لايكثر السؤال عليه ، ولايسبقه في الجواب ، ولايلح


عليه إذا أعرض ، ولا يأخذ بثوبه إذا كسل ، ولايشير إليه بيده ، ولا يغمزه بعينه ، ولا


____________________
(1) في نسخة : مسلما.
(2) تقدم الحديث باسناد آخر تحت الرقم 7.
(3) تقدم مسندا مع اختلاف تحت الرقم 3.

يشاور في مجلسه ، ولايطلب وراءه ، وأن لايقول : قال فلان خلاف قوله ، ولايفشي له


سرا ، ولايغتاب عنده ، وأن يحفظه شاهدا وغائبا ، ويعم القوم بالسلام ، ويخصه بالتحية ، 


ويجلس بين يديه ، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته ، ولايمل من طول صحبته ، 


فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة ، والعالم بمنزلة الصائم المجاهد


في سبيل الله ، وإذا مات العالم انثلم(1) في الاسلام ثلمة لاتنسد إلى يوم القيامة ، وإن طالب


العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء.


وقال ابن عباس : ذللت طالبا فعززت مطلوبا.
20 ـ وعن النبي 9 ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم.
(باب 11)
*(صفات العلماء وأصنافهم)*
الايات، الكهف : فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من


لدنا علما 65


الحج : وليعلم الذين اوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له


قلوبهم 54


فاطر : إنما يخشى الله من عباده العلماء 28
1 ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه 8 أن النبي 9 قال : 


نعم وزير الايمان العلم ، ونعم وزير العلم الحلم. ونعم وزير الحلم الرفق : ونعم وزير


الرفق اللين.


بيان : الحلم والرفق واللين وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق يسير ، 


فالحلم هو ترك مكافاة من يسيئ إليك والسكوت في مقابلة من يسفه عليك ، ووزيره و


معينه : الرفق أى اللطف والشفقة والاحسان إلى العباد ، فإنه يوجب أن لا يسفه عليك


ولا يسيئ إليك أكثر الناس ، ووزيره ومعينه : لين الجانب وترك الخشونة والغلظة و


إضرار الخلق. وفي الكافي : ونعم وزير الرفق الصبر. وفي بعض نسخه : العبرة.


____________________
(1) كذافى النسخ

2 ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الفارسي ، (1) عن


الجعفري ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي : قال : قال رسول الله 9 : 


ماجمع شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم.


لى : ابن شاذويه المؤدب ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن هارون ، عن


ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين : مثله.


3 ـ ل : سليمان بن أحمد اللخمي ، عن عبدالوهاب بن خراجة ، عن أبي كريب ، عن


علي بن حفص العبسي ، عن الحسن بن الحسين العلوي ، عن أبيه الحسين بن زيد ، عن جعفر بن


محمد ، عن أبيه ، عن آبائه : قال : قال رسول الله 9 : والذي نفسي بيده ماجمع


شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم.


4 ـ لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، 


عن محمد بن زياد الازدي ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن تغلب(2) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس


قال : سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب 7 يقول : طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف


ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم : صنف منهم يتعلمون للمراء والجهل(3) ، وصنف منهم


يتعلمون للاستطالة والختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل(4) ، فأما صاحب المراء


والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال ، قد تسر بل بالتخشع ، وتخلى من


الورع ، فدق الله من هذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه. وأما صاحب الاستطالة والختل


____________________
(1) هو الحسن بن أبى الحسين الفارسى كماصرح به في الفصل الرابع ، وعلى ماهو الموجود في


الخصال المطبوع. وفى نسخة من الخصال : الحسين بن الحسن الفارسى ، ولعله الصحيح وهو المترجم


في الفهرست ، قال الشيخ في الفهرست ص 55 : الحسين بن الحسن الفارسى القمى ، له كتاب ، أخبرنا


به عدة من أصحابنا ، عن أبى المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن أبى عبدالله ، عن الحسين بن الحسن


الفارسى.


(2) وزان تضرب ، هو أبان بن تغلب بن رباح ، أبوسعيد البكرى الجريرى ، مولى بنى جرير


ابن عبادة بن صبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن بكربن وائل ، وجلالة قدره ووثاقته وتبحره


في العلوم مسلمة عند العامة والخاصة ، فمن شاء أزيد من هذا فليراجع إلى مظانه.


(3) وفى نسخة : يتعلمون العلم للمراء والجدال.
(4) وفى نسخة : العمل.

فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، ويتواضع للاغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم


هاضم ، ولدينه حاطم(1) ، فأعمى الله من هذا بصره ، وقطع من آثار العلماء أثره ، وأما


صاحب الفقه والعقل(2) تراه ذا كأبة وحزن ، قد قام الليل في حندسه وقد انحنى في


برنسه ، يعمل ويخشى ، خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه ، فشدالله


من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه.


5 ـ ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، 


عن أبي الجارود ، عن سعيد بن علاقة ، قال : قال أميرالمؤمنين 7 : طلبة «إلى آخر الخبر»


وفيه : يتعلمون العلم للمراء.


بيان : روي في الكافي بأدنى تغيير بسند مرفوع عن أبي عبدالله 7.


والمراء : الجدال. والجهل : السفاهة وترك الحلم ، والختل بالفتح : الخدعة.


والاندية جمع النادي وهو مجتمع القوم ومجلسهم. والسربال : القميص ، وتسربل أى


لبس السربال. والتخشع : تكلف الخشوع وإظهاره ، وتخلا أى خلا جدا. قوله : فدق


الله من هذا أى بسبب كل واحدة من تلك الخصال ، ويحتمل أن تكون الاشارة إلى


الشخص فكلمة من تبعيضية. والحيزوم : ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو


ما اكتنف بالحلقوم من جانب الصدر. والخيشوم : أقصى الانف. وهما كنايتان عن


إذلاله. وفي الكافي : فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه. والمراد بالثاني قطع


حياته. قوله : فهو لحلوائهم. أى لاطعمتهم اللذيذة. وفي بعض النسخ لحلوانهم أى لرشوتهم.


والحطم : الكسر. والاثر : ما يبقى في الارض عند المشى ، وقطع الاثر إما دعاء عليه


بالزمانة كما ذكره الجزري ، أو بالموت ولعله أظهر. والكآبة بالتحريك والمد و


بالتسكين : سوء الحال والانكار من شدة الهم والحزن ، والمراد حزن الآخرة. و


الحندس بالكسر : الظلمة. وقوله : في حندسه بدل من الليل ، ويحتمل أن يكون


«في» بمعنى «مع» ويكون حالا من الليل. وقوله 7 : قد انحنى للركوع والسجود كائنا


في برنسه. والبرنس : قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الاسلام كما ذكره


____________________
(1) كذا في النسخ ، والظاهر : لدينهم.
(2) وفى نسخة : والعمل.

الجوهري ، أو كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره كما ذكره


الجزري. وفي الكافي : قد تحنك في برسة. قوله يعمل ويخشى أى أن لايقبل منه. قوله


7 : فشدالله من هذا أركانه ، أى أعضاءه وجوارحه ، أو الاعم منها ومن عقله وفهمه و


دينه وأركان إيمانه ، والفرق بين الصنفين الاولين بأن الاول غرضه الجاه والتفوق بالعلم ، 


والثاني غرضه المال والترفع به ، أو الاول غرضه إظهار الفضل على العوام وإقبالهم إليه ، 


والثاني قرب السلاطين والتسلط على الناس بالمناصب الدنيوية.


6 ـ ل ، ن : أبي ، عن الكميداني(1) ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : قال


أبوالحسن 7 : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب


الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير. أقول : في ل : ثلاث من


علامات.


7 ـ ما : المفيد ، عن أبي حفص عمربن محمد ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان


الغازي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين : قال : سمعت أميرالمؤمنين 7 يقول : 


الملوك حكام على الناس ، والعلم حاكم عليهم ، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك


من الجهل أن تعجب بعلمك.


بيان : حسبك من العلم أى من علامات حصوله ، وكذا الفقرة الثانية.
8 ـ مع : أبي ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن محمد بن خالد ، عن بعض


رجاله ، عن داودالرقي ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : قال أميرالمؤمنين 7 : 


ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين ، قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله


ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى


____________________
(1) هو على بن موسى بن جعفر الكمندانى ، كان من العدة التى روى عنهم محمد بن يعقوب الكلينى ، 


عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وروى الصدوق ، عن أبيه ، عنه. وهومن مشائخ الاجازة. والكمندان


اما بفتح الكاف والميم وسكون النون وفتح الدال المهملة على ماهو المنسوب إلى النجاشى. أو فتح


الكاف وكسرالميم وسكون الياء وفتح الدال المهملة أو المعجمة ـ وهى المشهورة اليوم ـ منسوب


إلى قرية من قرى قم.



غيره ، ألا لاخيرفي علم ليس فيه تفهم ، ألا لاخيرفي قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لاخيرفي


عبادة ليس فيها تفقه.


9 ـ منية المريد : روى الحلبي في الصحيح ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال


أميرالمؤمنين 7 : ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه ، من لم يقنط الناس « إلى قوله » : ألا


لاخيرفي عبادة ليس فيها تفكر.


10 ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن ابن غزوان ، 


عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه 8 قال : قال رسول الله 9 : صنفان من


امتي إذا صلحا صلحت امتي ، وإذا فسدا فسدت امتي ، قيل : يارسول الله ومن هما؟


قال : الفقهاء والامراء.


11 ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن محمدبن أحمد ، عن علي بن السندي ، عن محمدبن


عمروبن سعيد ، عن موسى بن أكيل(1) قال : سمعت أباعبدالله 7 يقول : لايكون الرجل


فقيها حتى لايبالي أى ثوبيه ابتذل؟ ، وبما سدفورة الجوع؟.


بيان : ابتذال الثوب : امتهانه وعدم صونه ، والبذلة : مايمتهن من الثياب ، و


المرادأن لايبالي أى ثوب لبس؟ سواء كان رفيعا أوخسيسا ، جديدا أوخلقا ، ويمكن أن


يقرأ ابتذل على البناء للمفعول ، أى لايبالي أى ثوب من أثوابه بلى وخلق؟. وفورة الجوع : 


غليانه وشدته.


12 ـ ل : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن اسيد الاصفهاني ، عن أحمد بن يحيى


الصوفي ، عن أبي غسان ، عن مسعود بن سعد الجعفي ، ـ وكان من خيار من أدركنا ـ عن يزيد


ابن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله 9 : أشد مايتخوف على


امتي ثلاثة : زلة عالم ، أو جدال منافق بالقرآن ، أو دينا تقطع رقابكم فاتهموها على


أنفسكم.


13 ـ ل : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري ، عن محمد بن جعفر المقري ، عن محمد بن


الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عياش بن زيد بن الحسن ، عن يزيد بن


____________________
(1) قال النجاشى في رجاله ص 291 : موسى بن أكيل النميرى كوفى ، ثقة ، روى عن أبى عبدالله 


7. له كتاب يرويه جماعة.



الحسن قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد : قال : الناس على


أربعة أصناف : جاهل متردي معانق لهواه ، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا ، 


وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس ، وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو


عاجز أومغلوب ، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا.


بيان : التردي : الهلاك ، والوقوع في المهالك التي يعسر التخلص منها كالمتردي


في البئر. وقوله 7 متقوي أى كثير القوة في العبادة ، أو غرضه من العبادة طلب القوة


والغلبة والعز ، أو من قوي كرضي إذا جاع شديدا. قوله 7 : فهو عاجز أى في بدنه ، 


أو مغلوب من السلاطين خائف. فهذا أمثل أى أفضل أهل زمانك.


14 ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، 


عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر الحلال(1) ، عن يحيي بن عمران الحلبي ، قال : سمعت


أباعبدالله 7 يقول : سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذوالعلم الكثير لايعرف


بذلك ولايذكر به ، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لمايؤتي إليه ، والرجل


الذي يأمن ذا المكر والخيانة ، والسيد الفظ الذي لارحمة له ، والام التي لاتكتم عن


الولد السر وتفشي عليه ، والسريع إلى لائمة إخوانه ، والذي يجادل أخاه مخاصما له.


ايضاح : قوله لايعرف بذلك أى لاينشرعلمه ليعرف به. وقوله : منكر لمايؤتي


إليه : صفة للكاذب ، أى كلما يعطيه ينكره ولايقربه ، أو لا يعرف مااحسن إليه. قال


الفيروز آبادي : أتى إليه الشئ : ساقه إليه. وقوله : يأمن ذا المكر أى يكون آمنا منه


لايحترز من مكره وخيانته. قوله 7 : والذي يجادل أخاه أى في النسب أو في الدين.


____________________
(1) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام : بياع الشيرج وهو دهن السمسم ، أورده النجاشى في ص 72 من رجاله وقال : أحمد بن عمر الحلال يبيع الحل يعنى الشيرج ، روى عن الرضا 7 ، وله


عنه مسائل. وقال العلامة في القسم الاول من الخلاصة : أحمد بن على الحلال ـ بالحاء غير المعجمة


واللام المشددة ـ وكان يبيع الحل وهو الشيرج ثقة ، قاله الشيخ الطوسى ; وقال : انه كان


روى الاصل ، فعندى توقف في قبول روايته لقوله هذا ، وكان كوفيا أنماطيا من أصحاب الرضا


7.



فكل هؤلاء يفسدون مساعيهم وأعمالهم بترك متمماتها ، فالعالم بترك النشر يفسد علمه ، 


وذوالمال يفسدماله بترك الحزم ، وكذا الذي يأمن ذا المكر يفسد ماله ونفسه وعزه


ودينه. والسيد الفظ الغليظ يفسد سيادته ودولته أو إحسانه إلى الخلق والام تفسد


رأفتها ومساعيها بولدها وكذا الاخيران.


15 ـ ل : العطار ، عن أبيه وسعد ، عن البرقي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن


بكر ، عن أبي الحسن الاول ، عن أبيه 8 قال : قال أميرالمؤمنين 7 : عشرة يعنتون


أنفسهم وغيرهم : ذوالعلم القليل يتكلف أن يعلم الناس كثيرا ، والرجل الحليم ذوالعلم الكثير


ليس بذى فطنة ، والذي يطلب مالايدرك ولاينبغي له ، والكاد غيرالمتئد ، والمتئد : الذى


ليس له مع تؤدته علم ، وعالم غيرمريد للصلاح ، ومريد للصلاح وليس بعالم ، والعالم

يحب الدنيا ، والرحيم بالناس يبخل بماعنده ، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم

فإذا علمه لم يقبل منه.

توضيح : قال الفيروز آبادي : العنت محركة : الفساد والاثم والهلاك ودخول


المشقة على الانسان ، وأعنته غيره. قوله : ليس بذي فطنة أى حصل علما كثيرا لكن

ليس بذي فطانة وفهم يدرك حقائقها ، فهو ناقص في جميعها. والتؤدة : الرزانة والتأني ، 

والفعل : اتأد وتوأد. أى من يكد ويجد في تحصيل أمرلكن لابالتأني بل بالتسرع
وعدم التثبت ، فهؤلاء لايحصل لهم في سعيهم سوى العنت والمشقة.

16 ـ سن : أبي ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضل بن عبدالملك ، عن

أبي عبدالله 7 قال : إن أباجعفر 7 سئل عن مسألة فأجاب فيها ، فقال الرجل : 

إن الفقهاء لايقولون هذا ، فقال له أبي : ويحك إن الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب

في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي 9.
17 ـ سن : الوشاء ، عن مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أباجعفر

7 يقول : كان في خطبة أبي ذر رحمة الله عليه : يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ومال عن

نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا والآخرة

كمنزل تحولت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت

منها يا مبتغى العلم إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخرب لاعامر له
بيان : لعل المراد بقوله : ما بين الموت والبعث أنه مع قطع النظر عن نعيم القبر

وعذابه فهو سريع الانقضاء ، وينتهي الامر إلى العذاب أو النعيم بغير حساب ، وإلا فعذاب

القبر ونعيمه متصلان بالدنيا ، فهذا كلام على التنزل(1) ، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو


عنهم لاجميع الخلق.

18 ـ مص : قال الصادق 7 : الخشية ميراث العلم ، والعلم شعاع المعرفة وقلب
الايمان ، ومن حرم الخشية لايكون عالما وإن شق الشعر في متشابهات العلم. قال الله

عزوجل : إنما يخشى الله من عباده العلماء. وآفة العلماء ثمانية أشياء : الطمع ، و


البخل ، والرياء ، والعصبية. وحب المدح ، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته ، 

والتكلف في تزيين الكلام بزوائد الالفاظ ، وقلة الحياء من الله ، والافتخار ، وترك

العمل بما علموا.

19 ـ قال عيسى بن مريم 7 : أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه

مجهول بعمله.

20 ـ قال النبى 9 : لاتجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك ، 

ومن الاخلاص إلى الرياء ، ومن التواضع إلى الكبر ، ومن النصيحة إلى العداوة ، ومن

الزهد إلى الرغبة. وتقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى

إلاخلاص ، ومن الشك إلى اليقين ، ومن الرغبة إلى الزهد ، ومن العداوة إلى


النصيحة. ولا يصلح لموعظة الخلق إلا من خاف هذه الآفات بصدقه ، وأشرف على عيوب

الكلام ، وعرف الصحيح من السقيم وعلل الخواطر وفتن النفس والهوى.
__________________
(1) هذامنه ; عجيب فان كون الموت نوما والبعث كالانتباه عن النوم ليس مقصورا بكلام


أبى ذر ; ، والاخبار مستفيضة بذلك على ماسيأتى في ابواب البرزخ وسؤال القبر وغيرذلك ، 


بل المراد ان نسبة الموت والبرزخ إلى البعث كنسبة النوم إلى الانتباه بعده. وأعجب منه قوله

ثانيا : أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو عنهم لا جميع الخلق ، فان ترك بعض الاموات ملهوا عنه مما

يستحيل عقلا ونقلا ، وما يشعر به من الروايات مؤول او مطروح البتة. 

21 ـ قال اميرالمؤمنين 7 كن كالطبيب الرفيق(1) الذي يدع الدواء
بحيث ينفع.

ايضاح : قوله 7 : العلم شعاع المعرفة أى هو نور شمس المعرفة ويحصل من

معرفته تعالى ، أو شعاع به يتضح معرفته تعالى ، والاخير أظهر. وقلب الايمان أى

أشرف أجزاء الايمان وشرائطه وبانتفائه ينتفي الايمان. قوله 7 : بصدقه إى خوفا

صادقا ، أو بسبب أنه صادق فيما يدعيه وفيما يعظ به الناس.

22 ـ شا : روى إسحاق بن منصور السكوني ، عن الحسن بن صالح قال : سمعت


أبا جعفر 7 يقول : ما شيب شئ أحسن من حلم بعلم.

23 ـ جا : الجعابي ، (2) عن ابن عقدة ، عن محمدبن أحمد بن خاقان ، عن سليم
الخادم ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن جعفر بن محمد 8 قال : إن صاحب الدين فكر

فعلته السكينة ، واستكان فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي بما اعطى ، وانفرد فكفى

الاحزان ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وخلع الدنيا فتحامى الشرور ، وطرح الحقد

فظهرت المحبة ، ولم يخف الناس فلم يخفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم ، وسخط نفسه

عن كل شئ ففاز واستكمل الفضل ، وأبصر العاقبة فآمن الندامة.

بيان : فكر أى في خساسة أصله ومعائب وعاقبة أمره ، أوفي الدنيا وفنائها

ومعائبها. فعلته أى غلبت عليه السكينة واطمئنان النفس وترك العلو والفساد وعدم

الانزعاج عن الشهوات. واستكان أى خضع وذلت نفسه ، وترك التكبر فتواضع عند الخالق

____________________
(1) وفى نسخة : الشفيق.
(2) بكسر الجيم وفتح العين المهملة نسبة إلى صنع الجعاب وبيعها ، وهى جمع الجعبة ، وهى

كنانة النبل ، هو محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن يسار التميمى ، أبوبكر

المعروف بالجعابى الحافط الكوفى القاضى ، كان من أساتيد الشيخ المفيد 1 ، ترجمه العامة

والخاصة في كتبهم مع اكباره والتصديق بفضله وتبحره وحفظه وتشيعه ، قال السمعانى في انسابه بعد


ما بالغ في الثناء على علمه وحفظه : وقال أبوعمر والقاسم بن جعفر الهاشمى : سمعت الجعابى يقول : أحفظ

أربعمائة ألف حديث واذاكر بستمائة ألف ، وكانت ولادته في صفر سنة 285 ومات ببغداد في النصف

من رجب سنة 344 انتهى. وله في رجال النجاشى وغيره ذكر جميل ولعلنا نشير اليه فيما يأتى.

والخلق ، وانفرد عن علائق الدنيا فارتفعت عنه أحزانه التي كانت تلزم لتحصيلها. قوله

7 : فتحامى الشرور أى اجتنبها ، قال الجوهري : تحاماه الناس أن توقوه واجتنبوه.

قوله : عن كل شئ « عن » للبدل ، أى بدلا عن سخط كل شئ ، ولايبعد أن يكون : وسخت

نفسه. بالتاء المنقوط فصحف منهم.

24 ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن

مهزيار ، قال : أخبرني ابن إسحاق الخراساني ـ صاحب كان لنا ـ قال : كان أميرالمؤمنين

7 يقول : لا ترتابوا فتشكوا ، ولا تشكوا فتكفروا ، ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا ، 

ولا تداهنوا في الحق فتخسروا ، وإن من الحزم أن تتفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، 

وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ، وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، من يطع الله

يأمن ويرشد ، ومن يعصه يخب ويندم ، واسألوا الله اليقين ، وارغبوا إليه في العافية ، و

خيرمادار في القلب اليقين ، أيها الناس إياكم والكذب ، فإن كل راج طالب وكل


خائف هارب.

بيان : لاترتابوا أى لا تتفكروا فيما هوسبب للريب من الشبهة ، أو لا ترخصوا


لانفسكم في الريب في بعض الاشياء فإنه ينتهي إلى الشك في الدين والشك فيه كفر. و


لا ترخصوا لانفسكم في ترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أو مطلق الطاعات ، فينتهي


إلى المداهنة والمساهلة في الدين. ومن الفقه أن لا تغتروا أى بالعلم والعمل أو بالدنيا و


زهراتها. قوله 7 : إياكم والكذب أى في دعوى الخوف والرجاء بلا عمل فإن كل


راج يعمل لمايرجوه وكل خائف يهرب مما يخاف منه.

25 ـ ضه : قال رسول الله 9 : علماء هذه الامة رجلان : رجل آتاه الله علما

فطلب به وجه الله والدار الآخرة وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتربه ثمنا قليلا ، 

فذلك يستغفر له من في البحور ، ودواب البحر والبر ، والطير في جو السماء ، ويقدم على


الله سيدا شريفا ، ورجل آتاه الله علما فبخل به على عباد الله ، وأخذ عليه طمعا ، واشترى

به ثمنا قليلا ، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار ، وينادي ملك من الملائكة على رؤوس

الاشهاد : هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في دار الدنيا فبخل به على عباده ، حتى يفرغ

من الحساب.

منية المريد : عنه 9 مثله إلى قوله : فبخل به على عبادالله ، وأخذ عليه طمعا

واشترى به ثمنا ، وكذلك حتى يفرغ من الحساب.

26 ـ ختص : قال الرضا 7 : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت.
27 ـ ختص : فرات بن أحنف قال : قال أميرالمؤمنين 7 : تبذل لاتشهر ، 

و؟؟ شخصك لا تذكر ، وتعلم واكتم ، واصمت تسلم ، قال : وأومأ بيده إلى صدره فقال : 
يسر الابرار ، ويغيظ الفجار.

بيان : قال الجزري : في حديث الاستسقاء : فخرج متبذلا التبذل : ترك التزين ، 

والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع انتهى. أقول : يحتمل هنا معنى آخر
بأن يكون المراد ابتذال النفس بالخدمة ، وارتكاب خسائس الاعمال ، والايماء إلى الصدر

لبيان تعيين الفرد الكامل من الابرار.

28 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالرزاق بن سليمان ، عن الفضل بن المفضل

ابن قيس ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، 
عن علي بن أبي طالب 7 قال : قال رسول الله 9 : من فقه الرجل قلة كلامه فيما
لا يعينه.

29 ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، 

عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، 

عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف


عدلا ثم خالفه إلى غيره.


بيان : أى بين للناس خيرا ولم يعمل به ، أو قبل دينا حقا وأظهره ولم يعمل

بمقتضاه.

30 ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه : قال : قال

رسول الله 9 : يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض

فيقال لهم : هؤلاء : المقنطون من رحمة الله.
31 ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عيسى الضرير ، عن محمد بن زكريا

المكي ، عن كثير بن طارق ، عن زيد ، عن أبيه علي بن الحسين 8 قال : سئل علي بن

أبي طالب 7 : من أفصح الناس؟ قال : المجيب المسكت عند بديهة السؤال.
32 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 في كلام له : والناس منقوصون مدخولون

إلا من عصم الله ، سائلهم متعنت ، ومجيبهم متكلف ، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل

رأيه الرضاء والسخط ، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة.

33 ـ وقال 7 : من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل

تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤد بها أحق

بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.

34 ـ وقال 7 : الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يؤيسهم

من روح الله ، ولم يؤمنهم من مكرالله.

35 ـ وقال 7 : إن أوضع العلم ما وقف على اللسان ، وأرفعه ماظهر في

الجوارح والاركان.

36 ـ وقال 7 : إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر

الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعد القرى ليومه النازل به ،

فقرب على نفسه البعيد ، وهون الشديد ، نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب
فرات سهلت له موارده ، فشرب نهلا ، (1) وسلك سبيلا جددا ، قدخلع سرابيل الشهوات ، 
وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به ، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى ، 

وصار من مفاتيح أبواب الهدى ، ومغاليق أبواب الردى ، قد أبصر طريقه ، وسلك سبيله ، 

وعرف مناره ، وقطع غماره ، واستمسك من العرى بأوثقها ، ومن الحبال بأمتنها ، فهو من

اليقين على مثل ضوء الشمس ، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الامور من إصدار كل

وارد عليه ، وتصيير كل فرع إلى أصله ، مصباح ظلمات ، كشاف عشوات ، (4) مفتاح مبهمات ،
____________________
(1) بفتح النون والهاء.
(2) الجدد بفتح الجيم والدال : الارض الغليظة المستوية.
(3) وهو هم الاخرة ، ومايطلب منه الرب تعالى ، وما يوجب سعادته أو شقاوته.
(4) أى ظلمات.




*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الثالث

*(استعمال العلم ، والاخلاص في طلبه ، وتشديد الامر على العالم)*
الايات ، البقرة : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب

أفلا تعقلون 44

آل عمران : ولكن كونوا ربانيين بماكنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم

تدرسون 79 :

الشعراء : والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واديهيمون وأنهم يقولون

ما لايفعلون 224 ، 225 ، 226

الزمر : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين

هديهم الله واولئك هم اولوا الالباب 17 ، 18

الصف : ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عندالله أن تقولوا

مالا تفعلون 2 ، 3

1 ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : 

قلت لابي عبدالله الصادق 7 : بم يعرف الناجي؟ فقال : من كان فعله لقوله موافقا فهو

ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(1).

بيان : المستودع بفتح الدال : من استودع الايمان أو العلم أياما ثم يسلب منه

أى يتركه بأدنى فتنة.

2 ـ لى : في كلمات الرسول 9 زينة العلم الاحسان.
3 ـ فس : في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون. قال الصادق 7 : نزلت

في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره.

4 ـ وفي خبر آخر قال : هم بنوامية ، والغاوون بنو فلان.
بيان : قال الجوهري : كبه لوجهه أى صرعه ، وكبكبه أى كبه ، ومنه قوله تعالى 

 ____________________

(1) يأتى الحديث مفصلا عن المحاسن تحت الرقم 17.

فكبكبوا فيها. أقول : ذكر أكثر المفسرين أن ضمير «هم» راجع إلى الآلهة ، ولايخفى

أن ماذكره 7 أظهر. والعدل : كل أمر حق يوافق العدل والحكمة من الطاعات والاخلاق

الحسنة والعقائد الحقة.

5 ـ فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، قال قال أبوعبدالله

7 : ياحفص ما أنزلت(1) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت

منها ، ياحفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد (عليه) عاملون ، وإلى ماهم صائرون ، فخلم

عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لايخاف

الفوت. ثم تلى قوله تعالى : تلك الدار الآخرة. الآية. وجعل يبكي ويقول : ذهبت والله

الاماني عند هذه الآية ، ثم قال : فازوالله الابرار ، تدري من هم؟ (هم) الذين لايؤذون

الذر كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار بالله جهلا ، ياحفص إنه يغفر الجاهل سبعون ذنبا

قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، ومن تعلم وعمل وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما ، 

فقيل : تعلم لله ، وعمل لله ، وعلم لله. قلت : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال : 

فقد حدالله في كتابه فقال عزوجل : لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. إن

أعلم الناس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهد هم فيها. فقال له رجل : 

يابن رسول الله أو صني ، فقال : اتق الله حيث كنت فإنك لاتستوحش.

بيان : ما أنزلت الدنيا من نفسي لفظة من إما بمعنى في أو للتبعيض أى من منازل

نفسي ، كأن للنفس مواطن ومنازل للاشياء تنزل فيها على حسب درجاتها ومنازلها عند

الشخص. قوله 7 : ذهبت والله الاماني أى مايرجوه الناس ويحكمونه ويتمنونه

على الله بلا عمل ، إذالآية تدل على أن الدار الآخرة ليست إلا لمن لايريد شيئا من العلو

في الارض والفساد ، وكل ظلم علو ، وكل فسق فساد. والذر : النمل الصغار ، والمراد

عدم إيذاء أحد من الناس ، أو ترك إيذاء جميع المخلوقات حتى الذر ، ولا ينافي ماورد في

بعض الاخبار من جواز قتل النمل وغيرها ، إذالجواز لا ينافي الكراهة ، مع أنه يمكن حملها

على ما إذا كانت موذية. قوله : لكيلا تأسوا أى لكيلا تحزنوا. قوله : فإنك لا تستوحش

أى بل يكون الله تعالى أنيسك في كل حال.

____________________
(1) وفى النسخة المطبوع من التفسير : مامنزلة الدنيا.

6 ـ فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، رفعه قال : جاء رجل إلى علي بن

الحسين 8 فسأله عن مسائل ، ثم عاد ليسأل عن مثلها ، فقال علي بن الحسين 8 : 

مكتوب في الانجيل : لاتطلبوا علم مالا تعملون ولما عملتم بماعلمتم ، فإن العلم إذا لم

يعلم به لم يزدد من الله إلا بعدا.

ايضاح : لعل المراد النهى عن طلب علم لايكون غرض طالبه العمل به ، ولايكون

عازما على الاتيان به ، ويحتمل أن يكون النهى راجعا إلى القيد ، أى لاتكونوا غير عاملين

بماعلمتم حتى إذا طلبتم العلم الذي يلزمكم طلبه يكون بعد عدم العمل بما علمتم ، 

فيكون مذموما من حيث عدم العمل لامن حيث الطلب.

7 ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي قال : قال أبوعبدالله 7 : أبلغ موالينا عناالسلام

وأخبرهم أنا لانغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل ، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل أو ورع ، و

أن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

تبيين : قال الجزري : يقال : أغن عني الشرك ، أى أصرفه وكفه ، ومنه قوله تعالى : 

لن يغنوا عنك من الله شيئا.(1)

8 ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله ، عن القداح ، عن

جعفر بن محمد ، عن أبيه 8 قال : جاء رجل إلى النبي 9 فقال : يارسول الله ماحق

العلم؟ قال : الانصات له ، قال : ثم مه؟ قال الاستماع له ، قال : ثم مه؟ قال : الحفظ

له ، قال : ثم مه؟ قال : ثم العمل به ، قال : ثم مه؟ قال ثم نشره.

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن ابن نهيك ، عن جعفر بن

محمد الاشعري ، عن القداح مثله.

بيان : لعل سؤال السائل كان عمايوجب العلم ، أو عن آداب طلب العلم ، ويحتمل

أن يكون غرضه استعلام حقيقته ، فأجابه 7 ببيان مايوجب حصوله لانه الذي ينفعه

فالحمل على المبالغة. والانصات : السكوت عند الاستماع فإن كثرة المجادلة عند العالم

توجب الحرمان عن علمه.

____________________
(1) الجاثية : 19.

9 ـ ن : الوراق ، عن ابن مهرويه(1) ، عن داود بن سليمان الغازي ، عن أبي الحسن

علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين : أنه قال : الدنيا كلها

جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله حجة إلا ماعمل به ، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصا

والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بمايختم له.

يد : محمد بن عمر وبن علي البصري ، عن علي بن الحسن المثنى ، عن ابن مهرويه مثله.

بيان : لعل المراد بمواضع العلم الانبياء والائمة ومن اخذ عنهم العلم.

10 ـ ما. المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن

ابن زياد قال سمعت جعفربن محمد 8 ـ وقد سئل عن قوله تعالى : قل فلله الحجة البالغة.

فقال : إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالما؟ فإن قال : نعم ، قال له : 

أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال : كنت جاهلا ، قال له : أفلا تعلمت حتى نعمل؟ فيخصم

فتلك الحجة البالغة.

بيان : قوله : فيخصم. على البناء للمفعول ، يقال : خاصمه فخصمه أى غلبه.
11 ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، والمفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه

جميعا ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص قال : قال أبوعبدالله 7 : 

من تعلم لله عزوجل ، وعمل لله وعلم لله ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، وقيل : تعلم

لله ، وعلم لله(2).

12 ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن أبي جعفر 7 أنه قال لخيثمة : أبلغ شيعتنا

أنه لاينال ماعندالله إلا بالعمل ، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من

وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ، وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما امروا أنهم هم الفائزون

يوم القيامة.

بيان : من وصف عدلا أى لغيره ولم يعمل به. ويحتمل أن يكون المراد أن يقول

بحقية دين ولايعمل بماقرر فيه من الاعمال.

____________________
(1) بفتح الميم وسكون الهاءوضم الراء ، هو على بن مهرويه القزوينى ، قال الشيخ في فهرسه

ص 97 : على بن مهرويه القزوينى له كتاب رواه أبونعيم عنه.

(2) الظاهر اتحاده مع الحديث الخامس من الباب وأنه قطعة منه.

 
13 ـ مع ، ن : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الهروي

قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا 7 يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت

له : وكيف يحيي أمركم؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن

كلامنا لاتبعونا ، قال : قلت ياابن رسول الله فقد روي لناعن أبي عبدالله 7 أنه قال : 

من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في

النار. فقال 7 : صدق جدي 7 أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ، 

قال : هم قصاص مخالفينا ، وتدري من العلماء؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ، فقال : هم علماء

آل محمد : الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري مامعنى قوله : 

أوليقبل بوجوه الناس إليه؟ قلت : لا ، قال : يعني والله بذلك ادعاء الامامة بغير حقها ، 

ومن فعل ذلك فهو في النار.

14 ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقرى ، عن حفص ، عن أبي عبدالله

7 قال : من عمل بما علم كفي مالم يعلم.

بيان : كفي مالم يعلم أى علمه الله بلاتعب.
15 ـ سن : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن يزيد الصائغ ، عن أبي جعفر 7

قال : يا يزيد أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه ، وهو قول الله

عزوجل : أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله.

بيان : في جنب الله أى طاعة الله أوطاعة ولاة أمر الله الذين هم مقربوا جنابه فكأنهم 

بجنبه.

16 ـ سن : في رواية عثمان بن عيسى أوغيره ، عن أبي عبدالله 7 في قول الله عز

وجل : فكبكبوا فيها هم والغاوون. قال : من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره(1).

17 ـ سن : أبي ، عن محمدبن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن

الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر ، ومن لم يدرالامر الذي هو عليه

مقيم أنفع هوله أم ضرر؟ قال : قلت : فبما يعرف الناجي؟ قال : من كان فعله لقوله موافقا 

 ____________________

(1) لعله متحد مع الحديث الثالث.

فأثبت له الشهادة بالنجاة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(1).
18 ـ ضا : أروي من تعلم العلم ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أويصرف

وجوه الناس إليه ليرئسوه ويعظموه فليتبوأ مقعده من النار.

19 ـ شا : في خطبة لاميرالمؤمنين 7 تركنا صدرها : الحمدلله الذي هدانا

من الضلالة ، وبصرنا من العمى ، ومن علينا بالاسلام ، وجعل فينا النبوة ، وجعلنا

النجباء ، وجعل أفراطنا أفراط الانبياء ، وجعلنا خيره امة اخرجت للناس ، نأمر

بالمعروف ، وننهي عن المنكر ، ونعبدالله ولانشرك به شيئا ، ولا نتخذ من دونه وليا ، فنحن

شهداءالله ، والرسول شهيد علينا ، نشفع فنشفع فيمن شفعنا له ، وندعو فيستجاب

دعاؤنا ، ويغفر لمن ندعوله ذنوبه ، أخلصنا لله فلم ندع من دونه وليا. أيها الناس تعاونوا

على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

أيها الناس إني ابن عم نبيكم وأولاكم بالله ورسوله(2) ، فاسألوني ثم اسألوني ، وكأنكم بالعلم قدنفد ، وإنه لايهلك عالم إلايهلك بعض علمه ، وإنما العلماء في الناس

كالبدر في السماء ، يضيئ نوره على سائر الكواكب ، خذوامن العلم مابدالكم ، وإياكم

أن تطلبوه لخصال أربع : لتباهوا به العلماء ، أو تمارو به السفهاء ، أوتراؤوا به في المجالس ، 

أوتصرفوا وجوه الناس إليكم للترؤس ، لايستوي عندالله في العقوبة الذين يعلمون و

الذين لايعلمون ، نفعنا الله وإياكم بماعلمنا ، وجعله لوجهه خالصاإنه سميع مجيب.

بيان : الفرط : العلم المستقيم يهتدى به ، ومالم يدرك من الولد ، والذي يتقدم

الواردة ليهيأ لهم مايحتاجون إليه. فقوله 7 : وجعل أفراطنا أفراط الانبياء أى

جعل أولادنا أولاد الانبياء ، أى نحن وأولادنا من سلالة النبيين ، أوالمراد أن الهادي

منا أى الامام إمام للانبياء ، وقدوة لهم أيضا ، أوشفعاؤنا شفعاء الانبياء أيضا ، كماقال

النبي 9 : أنا فرطكم على الحوض.

20 ـ مص : قال الصادق 7 : العلم أصل كل حال سني ، ومنتهى كل منزلة
____________________
(1) تقدم ذيله في الحديث الاول عن الامالى.
(2) مأخوذ من قول النبى 9 في حقه : من كنت مولاه فهذاعلى مولاه.

رفيعة ، لذلك قال النبي 9 : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. أى علم التقوى

واليقين.

21 ـوقال علي 7 اطلبوا العلم. ولوبالصين ، وهو علم معرفة النفس ، وفيه

معرفة الرب عزوجل.

22 ـ قال النبي 9 : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، ثم عليك من العلم بما لايصح

العمل إلا به ، وهو الاخلاص.

23 ـ قال النبي 9 : نعوذ بالله من علم لاينفع ، وهو العلم الذي يضاد العمل

بالاخلاص ، واعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثيرالعمل لان علم ساعة يلزم صاحبه

استعماله طول عمره.

24 ـ قال عيسى 7 : رأيت حجرا مكتوبا عليه : قلبني ، فقلبته فإذا عللى باطنه : 

من لايعمل بما يعلم مشوم عليه طلب مالايعلم ، ومردود عليه ماعلم.

25 ـ أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود 7 : إن أهون ما أنا صانع بعالم غير

عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة أن اخرج من قلبه حلاوة ذكري ، وليس إلى الله عز

وجل طريق يسلك إلا بعلم ، والعلم زين المرء في الدنيا وسائقه إلى الجنة ، وبه يصل إلى

رضوان الله تعالى ، والعالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة ، وأوراده الزاكية

وصدقه وتقواه ، لا لسانه وتصاوله ودعواه ، ولقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان

من كان فيه عقل ونسك وحكمة وحياء وخشية ، وأنا أرى طالبه اليوم من ليس فيه

من ذلك شئ ، والعالم يحتاج إلى عقل ورفق وشفقة ونصح وحلم وصبر وبذل وقناعة ، 

والمتعلم يحتاج إلى رغبة وإرادة وفراغ ونسك وخشية وحفظ وحزم.

بيان : علم التقوى هو العلم بالاوامر والنواهي والتكاليف التي يتقى بها من عذاب

الله ، وعلم اليقين علم ما يتعلق من المعارف باصول الدين ، ويحتمل أن يكون علم التقوى

أعم منهما ويكون اليقين معطوفا على العلم وتفسيرا له أى العلم المأمور به هو اليقين.

قوله 7 : وفيه معرفة الرب أى معرفة الشؤون التي جعلها الله تعالى للنفس ، ومعرفة

معايبها ومايوجب رفعتها وكمالاتها يوجب اكتساب ما يوجب كمال معرفته تعالى


بحسب قابلية الشخص ، ويوجب العلم بعظمته وكمال قدرته فإنها أعظم خلق الله إذا

عرفت كماهي. أو المراد أن معرفة صفات النفس معيار لمعرفته تعالى إذ لولا اتصاف النفس

بالعلم لم يمكن معرفة علمه بوجه ، وكذا سائر الصفات ، أو المراد أنه كل ماعرف صفة

في نفسه نفاه عنه تعالى لان صفات الممكنات مشوبة بالعجز والنقص ، وأن الاشياء إنما

تعرف بأضدادها ، فإذا رأى الجهل في نفسه وعلم أنه نقص نزه ربه عنه ، وإذا نظر في

علمه ورأى أنه مشوب بأنواع الجهل ، ومسبوق به ومأخوذ من غيره فنفى هذه الاشياء

عن علمه تعالى ، ونزهه عن الاتصاف بمثل علمه. وقيل : إن النفس لما كان مجردا

يعرف بالتفكر في أمرنفسه ربه تعالى وتجرده ، وقد عرفت مافيه.(1) وقد ورد معنى

آخر في بعض الاخبار لهذا الحديث النبوي ، وهو أن المراد أن معرفته تعالى بديهية فكل

من بلغ حد التميز وعرف نفسه عرف أن له صانعا. قوله 7 : العالم حقا « الخ » أى العالم 

يلزم أن يكون أعماله شواهد علمه ودلائله ، لادعواه التي تكذبها أعماله القبيحة. و

التصاول : التطاول والمجادلة ، يقال : الفحلان يتصاولان أى يتواثبان.

26 ـ غو : عن النبي 9 العلم علمان : علم على اللسان فذلك حجة

على ابن آدم ، وعلم في القلب فذلك العلم النافع.(2)

27 ـ سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد(3) عن أبي عبدالله

7 قال : من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب

الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دارالسلام.

28 ـ سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي ذر قال : من تعلم علما من

علم الآخرة يريد به الدنيا عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة.

29 ـ غو : عن النبي 9 قال : إن العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا 

ارتحل عنه.

____________________
(1) إشارة إلى ما تقدم منه أن ظاهر الاخبار عدم كون النفس مجردة. والحق ان الكتاب والسنة

يدلان على التجرد من غير شبهة وأما اصطلاح التجرد والمادية ونحوذ لك فمن الامور المحدثة. ط

(2) تأتى أيضا مرسلة عن الكنز تحت الرقم 46
(3) هيثم على وزان حيدر قال النجاشى في ص 306 من رجاله : الهيثم بن واقد الجزرى روى عن

أبى عبدالله 7 له كتاب يرويه محمد بن سنان. وعنونه ابن داود في الباب الاول ووثقه.


بيان : يهتف بالعمل أي العلم طالب للعمل ، ويدعو الشخص إليه ، فإن لم يعمل

الشخص بماهو مطلوب العلم ومقتضاه فارقه.

30 ـ غو : روي عن أميرالمؤمنين 7 أنه حدث عن النبي 9 أنه قال : 

العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، ورجل تارك لعلمه فهذا هالك ، 

وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة و

حسرة رجل دعا عبدا إلى الله سبحانه فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله فأدخله الله

الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه.(1)

31 ـ غو : روي عن أميرالمؤمنين 7 قال : قال رسول الله 9 : منهومان

لايشبعان : طالب دنيا ، وطالب علم ، فمن اقتصر من الدنيا على مااحل له سلم ، ومن

تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به

نجا ، ومن أراد به الدنيا فهو حظه.

بيان : قال الجوهري : النهمة : بلوغ الهمة في الشئ ، وقدنهم فهو منهوم أى مولع

انتهى. وقوله 7 : أويراجع يحتمل أن يكون الترديد من الراوي أو يكون «أو» بمعنى

«الواو» أى يتوب إلى الله ويردالمال الحرام إلى صاحبه ، أو تخص التوبة بماإذا لم يقدر

على رد المال ، والمراجعة بماإذا قدرعليه ، وقرأ بعض الافاضل على البناء للمفعول

أى يراجع الله عليه بفضله ويغفرله بلا توبة. وقال : يمكن أن يقرأ على البناء للفاعل

أى يراجع إلى الله بالاعمال الصالحة وترك أكثر الكبائر.

32 ـ م : هدى للمتقين. الذين يتقون الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على

أنفسهم حتى إذا علموا مايجب عليهم علمه عملوا بمايوجب لهم رضا ربهم.

33 ـ ضه : روي عن علي بن أبي طالب 7 قال : قال رسول الله 9 : من

طلب العلم لله لم يصب منه باباإلا ازداد في نفسه ذلا ، وفي الناس تواضعا ، ولله خوفا

____________________

(1) لعله والحديث التى بعده متحد ان مع ماياتى بعد ذلك من حديث سليم بن قيس تحت

الرقم 38.


وفي الدين اجتهادا ، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا و

المنزلة عندالناس والحظوة(1) عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة ، 

وعلى الناس استطالة ، وبالله اغترارا ، ومن الدين جفاءا ، فلذلك الذي لاينتفع بالعلم

فليكف وليمسك عن الحجة على نفسه ، والندامة والخزى يوم القيامة.

بيان : الجفاء : البعد.
34 ـ ين : النضر ، عن درست ، عن ابن أبي يعفور ، قال : قال أبوعبدالله 7 : 

من وصف عدلا وخالفه إلى غيره كان عليه حسرة يوم القيامة.

35 ـ ين : النضر ، عن الحلبي ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر

7 في قوله تعالى : فكبكبوا فيها هم والغاوون. قال : هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ، 

ثم خالفوا إلى غيره.

36 ـ ين : عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7

في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون. فقال : ياأبابصير هم قوم وصفوا عدلا وعملوا

بخلافه.(2)

37 ـ أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه قال : سمعت عليا 4 يقول : 

قال رسول الله 9 : منهومان لا يشبعان : منهوم في الدنيا لايشبع منها ، ومنهوم في العلم

لا يشبع منه ، فمن اقتصر من الدنيا على ماأحل الله له سلم ، ومن تناولها من غيرحلها

هلك إلا أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ، ومن أراد به الدنيا

هلك وهوحظه ، العلماء عالمان : عالم عمل بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فقد هلك ، 

وإن أهل النار ليتأذون من نتن ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة

وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له فأطاع الله فدخل الجنة ، وأدخل الداعي إلى

النار بتركه علمه واتباعه هواه ، وعصيانه لله ، إنما هماإثنان : إتباع الهوى ، وطول

____________________
(1) بالحاء المهملة المفتوحة والمكسورة والظاء المعجمة الساكنة : المكانة والمنزلة عندالناس.
(2) الظاهر اتحاده مع ماقبله ومع المرسلة التى تقدمت في الرقم الثالث. وتقدم تحت الرقم

الرابع حديث يفسرالاية بالمعنى الاخر.


 الامل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأماطول الامل فينسي الآخرة.(1)
أقول : تمامه في باب علة عدم تغيير أميرالمؤمنين 7 بعض البدع من كتاب الفتن.
38 ـ نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه : قال : 

قال رسول الله 9 : الفقهاء امناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا. قيل : يارسول الله ما

دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم.

39 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله 9 : من أحب الدنيا ذهب خوف

الآخرة من قلبه وماآتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله تعالى بعدا

وازداد الله تعالى عليه غضبا.

40 ـ كتاب الدرة الباهرة : قال النبي 9 : العلم وديعة الله في أرضه ، والعلماء

امناؤه عليه ، فمن عمل بعلمه أدى أمانته ، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الخائنين.

41 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 : لاتجعلوا علمكم جهلا ويقينكم شكا ، 

إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقنتم فاقدموا.

42 ـ وقال 7 : قطع العلم عذر المتعللين.
43 ـ وقال 7 : العلم مقرون بالعمل ، فمن علم عمل ، والعلم يهتف بالعمل

فإن أجابه وإلا ارتحل عنه.

44 ـ وقال 7 لجابربن عبدالله الانصاري : ياجابر قوام الدنيا بأربعة : عالم

مستعمل علمه ، وجاهل لايستنكف أن يتعلم ، وجواد لايبخل بمعروفه ، وفقير لايبيع

آخرته بدنياه ، فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم ، وإذا بخل الغني

بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه.

45 ـ وقال 7 في بعض الخطب : واقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى

واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن ، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، 

وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته

فإنه أنفع القصص ، فإن العالم العامل بغيرعلمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من

____________________
(1) تقدم الحديث مرسلة عن الغوالى تحت الرقم 30 و 31.

جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم.
46 ـ كنز الكراجكى : عن النبي 9 ، قال : العلم علمان : علم في القلب

فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك حجة على العباد(1)

47 ـ وقال 9 : من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد

من الله إلا بعدا.

48 ـ وقال أميرالمؤمنين 7 : لوأن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله

وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا

على الناس.

49 ـ وقال 7 : تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ، ولاتكونوا

جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم.

50 ـ عدة : عن النبي 9 قال : من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله

إلا بعدا.

51 ـ وروى حفص بن البختري قال : سمعت أباعبدالله يقول : حدثني أبي

عن آبائه : أن أميرالمؤمنين 7 قال لكميل بن زياد النخعي : تبذل ولا تشهر ،

ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلم واعمل ، واسكت تسلم ، تسر الابرار ، وتغيظ الفجار ، 

ولا عليك إذا عرفك الله دينه أن لاتعرف الناس ولا يعرفوك.

52 ـ وروى هشام بن سعيد ، قال : سمعت أباعبدالله 7 يقول : فكبكبوا فيها

هم والغاوون. قال : الغاوون هم الذين عرفوا الحق وعملوا بخلافه.

53 ـ وقال 7 : أشد الناس عذابا عالم لاينتفع من علمه بشئ.
54 ـ وقال 7 : تعلموا ماشئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به

لان العلماء همتهم الرعاية ، والسفهاء همتهم الرواية.

55 ـ وقال 9 : العلم الذي لايعمل به كالكنز الذي لاينفق منه ، أتعب صاحبه

نفسه في جمعه ولم يصل إلى نفعه.

____________________
(1) تقدم مرسلة أيضا عن الغوالى في الرقم 26.

56 ـ وقال 9 : مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيئ للناس

ويحرق نفسه.

57 ـ منية المريد : من كلام المسيح 7 : من علم وعمل فذاك يدعى عظيما في

ملكوت السماء.

58 ـ وقال رسول الله 9 : من تعلم علما ممايبتغى به وجه الله عزوجل لايتعلمه

إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (1) يوم القيامة.

59 ـ وقال 9 : من تعلم علما لغيرالله ، وأراد به غيرالله فليتبوأ مقعده من النار.
60 ـ وقال 9 : لاتعلموا العلم لتماروا به السفهاء ، وتجادلوا به العلماء ، و

لتصرفوا وجوه الناس إليكم ، وابتغوا بقولكم ماعندالله ، فإنه يدوم ويبقى وينفد ماسواه

كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى ، أحلاس البيوت ، (2) سرج الليل ، جدد القلوب(3) ، 

خلقان الثياب ، (4) تعرفون في أهل السماء ، وتخفون في أهل الارض.

61 ـ وقال 9 : من طلب العلم لاربع دخل النار : ليباهي به العلماء ، أو يماري

به السفهاء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه ، أو يأخذ به من الامراء.

62 ـ وقال 9 : ماازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعدا.
63 ـ وقال 9 : كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به.
64 ـ وقال 9 : أشد الناس عذابا يوم القيامة ، عالم لم ينفعه علمه.
65 ـ وعن الباقر 7 قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، 

أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرئاسة لاتصلح إلا لاهلها.

66 ـ ومن كلام عيسى 7 تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا

تعملون للآخرة وأنتم لاترزقون فيهاإلا بالعمل ، ويلكم علماء السوء! الاجر تأخذون

____________________
(1) العرف بفتح العين وسكون الراء : الرائحة.
(2) جمع حلس ـ بكسرالحاء المهملة وسكون اللام وبالفتحتين ـ : مايبسط في البيت على الارض

تحت حرالثياب والمتاع ، ولعله كناية عن التواضع وعدم التشهر في الناس.

(3) الجدد : جمع الجديد ، عكس القديم.
(4) الخلقان ـ بضم الخاء المعجمة وسكون اللام : جمع الخلق ـ بفتح الخاء واللام ـ : اى البالى.

والعمل تضيعون! ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا

العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة ، 

كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه ، واحتقر منزلته ، وقدعلم أن ذلك من علم الله

وقدرته؟ وكيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيماقضى له فليس يرضى شيئا أصابه؟

كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر(1) من آخرته وهو مقبل على دنياه ، وما

يضره أحب إليه مماينفعه؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولايطلب

ليعمل به؟.

67 ـ ومن كلامه 7 ويل للعلماء السوء تصلى(2) عليهم النار. ثم قال : اشتدت

مؤونة الدنيا ومؤونة الاخرة : أما مؤونة الدنيا فإنك لاتمد يدك إلى شئ منها إلا

فاجر قدسبقك إليه ، وأما مؤونة الآخرة فإنك لاتجد أعوانا يعينونك عليها.

68 ـ وعن أبي عبدالله 7 قال : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن

القلوب كما يزل المطر عن الصفا(3).

69 ـ وقال أميرالمؤمنين 7 ـ في كلام له خطبه على المنبر ـ : أيها الناس إذا علمتم

فأعملوا بماعلمتم لعلكم تهتدون ، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لايستفيق

عن جهله ، بل قد رأيت الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ عن علمه

منها على هذا الجاهل المتحير في جهله ، وكلاهما حائر بائر(4) لاترتابوا فتشكوا ولا

تشكوا فتكفروا ، ولاترخصوا لانفسكم ، فتدهنوا(5) ولاتدهنوا في الحق فتخسروا(6) ، 

وإن من الحق أن تفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ،

____________________
(1) آثره إيثارا : اختاره ، فضله.
(2) صلى فلانا النار وفيها وعليها. أدخله إياها وأثواه فيها.
(3) الحجر الصلد الضخم.
(4) يقال : حائر وبائر. أى لايطيع مرشدا ولا يتجه لشئ.
(5) أى تخدعوا وتختلوا.
(6) أى فتضلوا وتهلكوا.

وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، ومن يطع الله يأمن ويستبشر ، ومن يعص الله يخب(1)

ويندم.

70 ـ وعن أبي عبدالله 7 قال كان لموسى بن عمران 7 جليس من أصحابه

قد وعى علما كثيرا ، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له ، فقال له موسى : إن لصلة القرابة

لحقا ، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه وتركن إلى غيره ، 

فقال الرجل : لايكون إلا خيرا ، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته ، فسأل موسى 7 عنه

فلم يخبره أحد بحاله ، فسأل جبرئيل 7 عنه ، فقال له : أخبرني عن جليسي فلان ألك

به علم؟ قال : نعم هو ذا على الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة ، ففزع موسى 7 إلى

ربه وقام إلى مصلاه يدعوالله ، ويقول : يارب صاحبي وجليسي ، فأوحى الله إليه ياموسى

لودعوتني حتى ينقطع ترقوتاك(2) مااستجبت لك فيه ، إني كنت حملته علما فضيعه وركن

إلى غيره.


71 ـ وقال أبوعبدالله 7 : العلم مقرون إلى العمل ، فمن علم عمل ، ومن عمل علم ، 

والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. 




Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
حقوق النشر ® www.elmlok-7.yoo7.com
منتدي الملوك السبعة للروحانيات