yllix

الدعاء المستجاب تحميل الملوك السبعة للروحانيات


#أهميّة الدعاء جعل الله -عزّ وجل- الدعاء وسيلة يتصل بها العباد بربهم -عزّ وجلّ-؛ فالعبد إذا ما أراد شيئاً من خالقه توجّه إليه بالدعاء، كما أنّ الدعاء عبادة لله -تعالى-، وهو دليل تعظيم العبد لله -تعالى- وثقته به، وإن أحوج الناس للدعاء هم الداعين إلى الله -تعالى-؛ فيلجؤون إلى الله -تعالى- في كل أحوالهم ليكون معهم ويعينهم على تبليغ دعوته،
[١] وقد عظّم الإسلام مكانة الدعاء وأعلى شأنه، فهو يحمي نفس المؤمن ويقويّها؛ فلا يصل إليها الضعف أو اليأس،
قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)،
[٢] وهو من أعظم ما يتقرّب به المسلم من الله -تعالى-،
[٣]ويُعرّف الدعاء بأنّه طلب العبد حاجته من ربه -عزّ وجلّ-، وقد شرع الله -تعالى- الدعاء وجعله مندوباً، ولم يخصص له وقتاً أو حدّاً معيّناً؛ فيدعو المسلم ربه في كل وقت وبما يشاء.
[٤]كيف يُستجاب الدعاء يساعد حرص العبد على طيب مأكله وملبسه ومشربه بأن يستجيب الله -تعالى- له دعاءه؛ لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ)،
[٥] وعلى المسلم أن يحسن الظنّ بالله -تعالى-، وأن يكون صبوراً في انتظار استجابة دعواته، كما ويبتعد عن الدعاء بما لا يرضي الله -سبحانه-،
[٦] ويؤمن ويثق بالله -تعالى-، ويصدّق أن قوله الحق، وأنّ محمّداً -صلّى الله عليه وسلم- رسوله الصادق فيما بلّغ عنه.
[٧] والصلاة على النبي -عليه السلام- في الدعاء تعدّ من أسباب الاستجابة، وقد فضّل بعض العلماء أن يبدأ المسلم دعاءه بها وأن ينهيه بها؛ لأنّ الصلاة على النبي دعاء مستجاب؛ فيدعو المسلم بعدها بما شاء، والله -تعالى- كريم لا يردّه، ثمّ يحمد الله -تعالى- ويثني عليه بما هو أهله، ويحرص أن يكون خاشعاً لله -تعالى- متضرعاً له أثناء دعائه، وأن يتحرّى المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء؛ كالسجود، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ)،
[٨] ومنه أن يدعو المسلم ربه بأسمائه ويتوسل إليه بها، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،
[٩] كما أنّ المسلم يكثر من العمل الصالح يرجو به الله -تعالى- ليستجيب له دعاءه، ويتحقق العمل الصالح بإخلاص النية لله -عزّ وجلّ-.
[١٠] ويساعد تقرّب المسلم إلى ربّه بالنوافل في استجابة الدعاء، ويكون ذلك بعد انهاء أداء الفرائض، وأن يدعو الله -تعالى- ويتقرّب إليه في السرّاء؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (من سره أن يستجيبَ اللهُ له عندَ الشَّدائدِ و الكُرَبِ ، فلْيُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ)،
[١١] ومن ذلك أن يكثر من ذكر الله -تعالى- في جميع أحواله،
[١٢] ومن المهم ألّا يدعو المسلم إلا الله -تعالى-، فلا يلجأ لغيره، كما لا يشغله الدعاء عن القيام بالفرائض والواجبات المطلوبة منه.
[١٣] مواطن استجابة الدعاء توجد العديد من المواطن التي تعتبر مظنّة إجابة الدعاء، ومن هذه المواضع ما يأتي:
[١٤] الدعاء بين الأذان والإقامة وما بعد الإقامة؛ فالأذان ذكر فيه الشهادتين، ويكون ذلك بصوتٍ يسمعه جميع الناس، ويدعون إلى ذكر الله -تعالى-، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ).
[١٥] الدعاء عند السجود؛ لأنّ المسلم حال سجوده يكون في كامل عبوديّته وخضوعه وامتثاله لخالقه، واضعاً جبهته على الأرض، فيكون الظن بالله أن لا يرده خائباً، وهو من أكثر المواضع التي يكون فيها العبد قريباً من ربه -سبحانه وتعالى-. الدعاء بعد الانتهاء من أداء الصلاة المفروضة، وذلك مما أجمع عليه جمهور الفقهاء. الدعاء في وقت الصيام وعند الإفطار منه؛ فإن دعوة الصائم عند فطره لا يردها الله -تعالى-، قال -عليه السلام-: (لكلِّ عبد صائمٍ دعوةٌ مستجابةٌ عندَ إفطارِه أُعطِيها في الدنيا أو ادُّخِرَتْ لهُ في الآخرةِ).
[١٦] الدعاء بعد قراءة القرآن وختمه، فإن من ختم القرآن له دعوة لا ترد. الدعاء عند السفر؛ فللمسافر دعوة لا ترد، وذلك بشرط ألّا يكون سفره في معصية الله -تعالى-. الدعاء أثناء القتال في سبيل الله -تعالى-؛ فالمجاهد يضحّي بنفسه وماله من أجل الحصول على رضى الله -تعالى- وإعلاء كلمته. الدعاء في الأوقات التي يجتمع فيها المسلمون يذكرون الله -تعالى-، فقد رُوي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
[١٧] الدعاء بظهر الغيب؛ فدعاء المسلم لأخيه المسلم مستجاب، كما أنَّ الملائكة تؤمّن عليها وتدعوا لصاحبها بمثلها. الدعاء من الوالد لابنه، سواء كانت له أم عليه، وإن كانت عليه تُستجاب في حال كان الولد عاقّاً بأبيه. الدعاء حين الوقوع في الظلم وحين الوقوع في كرب؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)،
[١٨] فيرفعها الله ويفتح لها أبواب السماء، ويعِد صاحبها بالنصر، وقد قال -تعالى- في المضطر: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)،
[١٩] وأمّا الذي وقع في الكرب كمن هو في حال سيدنا يونس -عليه السلام- لا يجد له فرجاً سوى الله -تعالى-. الدعاء عند نزول الغيث من السماء. الدعاء حين المرض؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (إذا دخلتُ على مريضٍ فمُرهُ فليدعُ ، فإن دعاءهُ كدعاءِ الملائكةِ)؛
[٢٠] فإن دعوة المريض لا تردّ بإذن الله -تعالى-. الدعاء الصادر من أولياء الله -تعالى-؛ لأنّهم يمتثلون أوامر الله -تعالى-، وكما يمتثلونها فإن الله -تعالى- يجازيهم بتحقيق ما يريدون.

https://www.facebook.com/watch/?v=236129407687290

رخصة المشاع الابداعي
#حقوق_النشر®هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
#منتدي_الملوك_السبعة_للروحانيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق